صحفية معاريف العبرية: ’في الطريق إلى مواجهة شديدة مع حماس؟’
نشرت صحيفة معاريف العبرية اليوم مقالًا للصحافي "طال ليف رام" بعنوان "في الطريق إلى مواجهة شديدة مع حماس؟ التصعيد يمكن ان يقع بسرعة كبيرة". حيث اعتبر الكاتب أنّه "بات بالفعل روتينًا يوميًا ما يحصل منذ حوالي الأسبوعين من اضطرابات عنيفة على السياج وإلقاء العبوات الناسفة والمحاولات المتواصلة لتخريب السياج الحدودي والعائق المتقدم الذي أنجزت إسرائيل بناءه في السنوات الأخيرة". وأنه"عاد في الأيام الأيام الأخيرة إلى عالم المفاهيم الإرهابية لقطاع غزة إطلاق البالونات الحارقة من القطاع واتساع الحرائق حقول المستوطنات الواقعة على الحدود.
وأضاف الكاتب أنّ "المؤسسة الأمنية تشير إلى مسؤولية حماس عن التصعيد الأخير في الجنوب وأنها الموجِّه له، وهي لو أرادت لكان بإمكانها التعامل مع مئات المتظاهرين الذين يقفون يوميًا بالقرب من منطقة السياج ومنعهم من الاقتراب إلى منطقة الاحتكاك مع مقاتلي الجيش الإسرائيلي، وبالتالي المؤسسة الأمنية تعتققد أن حماس تقف أيضًا وراء النشطاء الذين يطلقون البالونات الحارقة".
يتابع الكاتب مقاله مشيرًا إلى أنّ "المسؤولين الأمنيين الذين تحدثنا إليهم في اليوم الماضي يعتقدون أنه على الرغم من استمرار التصعيد منذ حوالي أسبوعين، إلا أنه لم يتم إطلاق أي صواريخ من القطاع، ولا حتى من قبل منظمات إرهابية أخرى غير حماس، مما يشير في الواقع إلى تمتع حماس بمستوى عالٍ من السيطرة على المنطقة، في الوقت الذي تحاول فيه أيضًا احتواء التصعيد ضد إسرائيل من خلال الأحداث العنيفة على السياج وإطلاق البالونات وليس عن طريق إطلاق الصواريخ على أساس أن هذه خطوة قد تكون بالفعل تقودها وغزة إلى مواجهة أكثر خطورة مع إسرائيل وإلى ضربات أكثر من كبيرة ضد أهداف تستهدف البنية التحتية لحماس في قطاع غزة. وفي الوقت نفسه يضيف مصدر أمني أن حماس تختبر مدى صبر إسرائيل وتلعب بالنار لأنه في ظل الوضع المتوتر يكفي أن تخرج حادثة واحدة على السياج عن السيطرة مما يرفع احتمالية حصول التدهور والتصعيد الأمني بسرعة كبيرة".
وذكر الكاتب أيضًا أنه "في محاولة لتحقيق استقرار الوضع ومحاولة تهدئته قبل تسجيل المزيد من التصعيد، وسيكون من الصعب للغاية استعادة الاستقرار الأمني النسبي الذي ساد المنطقة في الأشهر الأخيرة منذ عملية الجيش الإسرائيلي الأخيرة ضد الجهاد الإسلامي، دخل مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور فانسلاند إلى قطاع غزة أمس".
في السياق ذاته أشار الكاتب إلى أنّ "من وجهة نظر إسرائيل، لطالما استمرت أحداث العنف على السياج، فلن يتم تجديد إدخال آلاف العمال من غزة إلى إسرائيل، وهو الإجراء الذي توقف منذ عيد رأس السنة في ضوء التصعيد الأمني المستمر والتضييق على إسرائيل وجباية ثمن اقتصادي باهظ من قطاع غزة، في حين يشكل دخول أكثر من 18 ألف عامل يومياً أحد أهم الركائز لمنع انهيار اقتصادي آخر في اقتصاد غزة الفاشل".
واضاف انه "في الأيام الأخيرة، حرص جيش الدفاع الإسرائيلي على شن هجمات كل يوم تقريبًا ردًا على التصعيد المستمر، فيما هذه الهجمات هي هجمات رمزية إلى حد كبير تأتي في محاولة لبث إشارة إلى حماس التي يبدو انها حتى الساعة غير مقتنعة حقًا بالتحرك ووقف التصعيد الأخير". مشيرًا إلى أنّ " التوترات الأمنية في غزة هي في الواقع العامل الذي غيّر وضع المؤسسة الأمنية في الأسبوعين الأخيرين على خلفية التصعيد الأمني المستمر على الساحة الفلسطينية، حيث وقعت بالأمس أيضاً عدة أحداث أُفيد فيها عن إطلاق مخربين النار من مسافات بعيدة نحو نقاط الجيش الإسرائيلي دون النجاح بإصابتها".
وختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن "إسرائيل لا تزال تعتقد أن حماس غير معنية بالتصعيد والقتال ضد الجيش الإسرائيلي هذه الأيام، وبالتالي تحاول مرة أخرى حصر القتال في الفوضى وإطلاق البالونات الحارقة، لكن في الوقت نفسه، تقدر المؤسسة الأمنية أنه وكلما استمر هذا الوضع، كلما زاد احتمال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وتتزايد فرص التصعيد مع وقوع أحداث غير عادية على السياج كل يوم".