وثيقة عسكرية إسرائيلية: المواقع على الحدود مع لبنان ستنهار أمام هجوم ’قوة الرضوان’

Image

نشر موقع "سروجيم" العبري، وثيقة ألّفها مؤخرا مقاتل احتياط في الجيش الإسرائيلي تفصّل قائمة طويلة من الإخفاقات والاختلالات والنواقص الأساسية في المواقع على الحدود مع لبنان. والخلاصة هي: في حالة هجوم من حزب الله – المواقع ستسقط

فيما يلي ترجمة المقال كما ورد في الموقع العبري:

بخلاف عشية احرب يوم الغفران، هذه المرة الإنذار مكتوب بأحرف كبيرة على الجدار، والسؤال هو ما إذا كانت قيادة الجيش الإسرائيلي ستصحح الاختلالات قبل ان يفوت الأوان.
وثيقة ألّفها مقاتل أنهى مسار احتياط في الأشهر الأخيرة على الحدود الشمالية، وبعضها يُنشر هنا لأول مرة، تشير إلى سلسلة اختلالات وثغرات في المواقع المحاذية للسياج الحدود وخلاصتها هي: في حالة هجوم من جانب حزب الله، المواقع غير مستعدة لقتال على مستوى مناسب للتهديد.
الوثيقة، التي تحمل اسم "الجندي البسيط الاستراتيجي"، تحكي تجربة خدمة المقاتل الذي قام بخدمة عملياتية على الحدود، وتشير إلى انه فيما القطاع مستعد لحالات هجمات صغيرة من جانب حزب الله، بما في محاولات خطف وتسلل، السيناريو الاستراتيجي الذي سيحاول حزب الله وفقا له احتلال مستوطنة أو موقع للجيش الإسرائيلي بقوة بحجم سرية، يمكن ان ينتهي بكارثة كبيرة.
الثغرات التي تكشفت للمقاتل هي على عتبة التسيّب – نقص في الذخائر، في أعتدة أساسية، اعتماد زائد على وسائل تكنولوجية، إخفاقات في صيانة القاعدة، وفي الأساس نظرية تشغيل القوات.

باختصار

التهديد المرجعي على الحدود مع لبنان هو محاولة احتلال قوات مشاة من حزب الله ("قوة رضوان") لعدة مواقع ومستوطنات على الخط الحدودي كإنجاز استراتيجي في الحرب. الأنشطة الجارية في القطاع تُنسي حقيقة الوضع: ليس هناك أي صلة بين استعداد المواقع في القطاع وبين هذا السيناريو. ليس فقط ان المواقع غير مستعدة لقتال على مستوى يناسب التهديد، بل وهي غير مستعدة لقتال على مستوى المواقع في خطوط أخرى أقل خطرا.

التهديد – احتلال موقع من قبل قوة الرضوان

روتين أنشطة كتيبة احتياط على الحدود الشمالية يتألف من فتح وإغلاق طرقات، تعزيز نقاط، وفي الأساس التموضع في قبال استفزازات قوات حزب الله على طول السياج الحدودي، التي تصل بلباس مدني كرعاة أغنام، يتظاهرون أو يصوّرون.
أساس النشاط هو إحباط أحداث خطف مثلما كان في سنة 2000 في هار دوف (مزارع شبعا) وفي سنة 2006، الذي أشعل حرب لبنان الثانية، أو حادثة تسلل مثلما كان في الهجوم في مجيدو.
سيناريو "يوم القيامة" للجيش الإسرائيلي هو حادثة من نوع مختلف كليا – وعنه يتكلمون أيضا في التدريبات والاطلاعات – حادثة هجوم بمستوى سرية أو كتيبة من حزب الله، من وحدتهم المختارة "قوة الرضوان"، من أجل احتلال مستوطنة أو موقع ورفع علم حزب الله عليه.
حزب الله أيضا يعلم انه غير قادر على الاحتفاظ به لمدة طويلة، وهدف العملية، ما وراء عدد القتلى الكبير في الجانب الإسرائيلي، هو تحقيق إنجاز استراتيجي من رفع علم حزب الله في أرض إسرائيلية سيادية. حدث كهذا أصبح حدثا مؤسسا لحماس في عملية "الجرف الصلب"، في الهجوم على موقع ناحال عوز، وقبلها رفع علم حزب الله على موقع "الدبشة" خلال وجود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان قبل الانسحاب.
خلاصة الوثيقة هي ان المواقع في وضعها الحالي ليست مستعدة لحدث استراتيجي كهذا.

لا ذخائر، لا اعتدة أساسية

ويصف المقاتل في الوثيقة الفجوات في مستوى الأعتدة الأساسية للمواقع، من الأعتدة القتالية إلى الأعتدة الطبية.
في وصفٍ طويل يصف واقعا لا يُعقل بحسبه لم تكن هناك رشاشات ثقيلة وماغات في نقاط، نقص في القنابل اليدوية، في الصواريخ، في المقنبلات، في الذخائر الثقيلة والخفيفة، وبصعوبة كان هناك ما يكفي من الذخيرة للأسلحة الشخصية للمقاتلين.
كذلك الأعتدة الطبية كانت مُحرجة. نقص في الضمادات الشخصية، أربطة وقف النزيف، المسعفون لم تكن لديهم جهوزية كاملة، وهذا على مدى شهر من النشاط العملياتي على الحدود.
لاحقا يعدد إخفاقات واختلالات في آليات – بعضها كان معطلا، وبعضها وصلت في مستوى توضيب متدن، في عرقلة ضد الدروع، ونظام الإشارة عمل أحيانا، وفي نقاط حرجة لم يكن هناك استقبال إشارة. في أعقاب الاختلالات في الإشارة، قدرة التعاون مع الوحدات المدفعية المفترض ان تساند الموقع والمقاتلين خلال نشاط – تعرقلت.
في سلسلة الاختلالات واللامبالاة حيال الوضع الجميع على علم: من قائد اللواء ومقر الرصد على الحدود، مرورا بمقاتلي المدرعات وصولا إلى السائقين.
الفجوة في مستوى الأعتدة الشخصية بين الاحتياطيين والنظاميين كانت مدهشة.
"المقاتل هو نفس المقاتل، والمهمة هي نفس المهمة، والتهديد هو نفس التهديد، بحيث ان الوسائل يجب ان تكون نفس الوسائل. المقاتل لا يتمتع بشروط خدمة بعيدة المدى، حيث ان شروط خدمة مقاتل هي خوذة مريحة وخفيفة وليس خوذة من حرب يوم الغفران التي لا يزال يتم تقديمها. المقاتل لا يُزوّد بأغراض أساسية مثل فانوس. الضمادات وأعتدة طبية أولية، وعموما العتاد الذي يتم تقديمه، قديمون جدا باستثناء الدرع. لأول مرة زُوّد درع يوفر استجابة كاملة، وكان مستعملا أيضا.
كل هذه الأمور رأيناها جيدا بأعيننا، اشتكينا عليها، وأثرناها بيننا وكانت واضحة لنا بعد فترة قصيرة على الخط، لكنها المشكلة الصغيرة. إنها مشاكل استنفار تتناول بصورة مباشرة طريقة العمل الممكنة المتوقعة – في حادثة خطف لدورية أو تسلل مخرب – مع الأخذ بالاعتبار حالة الاستنفار التي نحن فيها سنجد صعوبة في التعامل كما ينبغي بسبب الفجوات التي رأيناها جميعا".

المواقع مهملة بمستوى يعرّض الحياة لخطر

إذا كانت الإخفاقات لغاية الآن هي في الأعتدة التي يمكن سدّها خلال ساعات أو أيام، وضع المواقع هو قنبلة موقوتة. خلاصة المقاتل هي ان المواقع على الحدود مع لبنان غير صالحة لإدارة حرب مهمة ما.
في حالة كانت في أحد المواقع الحدودية، تم إطفاء كافة الأجهزة بسبب انقطاع الكهرباء. الكاميرات انطفأت، السياج توقف عن الإنذار وحتى الإنارة الطارئة داخله لم تعمل. موقع كامل أصبح أعمى لعدة ساعات. من المخيف التفكير بسيناريو كهذا في حال اضطر مقاتلون للتحرك في عتمة كاملة أمام سرية مخربين يأتون بعتاد كامل وبوسائل رؤية ليلية.
بحسب الوثيقة، المواقع بحد ذاتها مبنية جيدا. من الواضح انها تتحمل قصفا مهما لمنحنيات. فيها نقاط محصنة وقنوات قتال معززة. لا حاجة لبنائها من الصفر، لكن الموارد القائمة لا تُستغل كما يجب.
"في كل نقطة حراسة في حرمون كان هناك استنفار رشاشات. في الكثير من نقاط الحراسة الخطيرة رُكّب ماغ مع سكة وصناديق ذخيرة بجانبه. حتى لو كان الموقع مثاليا، وكان هناك ما يمكن تحسينه، لكن لا يمكن بتاتا مساواته بحالة استنفار وهذا على نقيض مدهش من ناحية مستوى التهديد. لا زلنا نذكر في حرمون صدمة خسارة موقع حرمون قبل 50 سنة، لكن على مسافة عشرات الأمتار من حزب الله لم يتعلموا أي درس.
ليس هناك ماغات. ليس هناك رشاشات ثقيلة. لا ذخائر. لا شيء. زيارة قصيرة لبونكر الموقع أظهرت مستوى الذخيرة التي كانت تُزوّد لنا في يوم تدريب مقتّر جدا في حقل الرماية. أعتقد ان مجمل الذخائر التي كانت في البونكر كان يمكن توزيعها بين نقاط الموقع، والحصول بالضبط على الذخيرة التي كانت بديهية في حرمون في كل نقطة من الموقع، وهذا من دون حكاية ما كان في بونكر تلك المواقع.
نقاط إطلاق النار وقنوات القتال كانت مخفية. أي ان شبكات تمويه نُشرت هناك بتزمت. كمقاتلين على الخط امتنعنا عن التحرك في هذه القنوات بكل ثمن تقريبا، وكنا نسير فوقها ونقفز لنصل إلى النقاط فوق. باختصار، من الواضح انها لم تكن جاهزة لإدارة قتال. المرور فيها بدرع وخوذة وسلاح كان بحد ذاته مَهمة صعبة جدا، فكم بالأحرى إدارة قتال فيها بنجاعة بين النقاط.
وهذا من دون الحديث عن إمكانية معقولة لهجوم من الخلف بواسطة نفق تحت الأرض لحزب الله ووصول من الخلف إلى الموقع. على الحدود مع لبنان كُشفت عدة أنفاق دُمّرت في عملية "درع شمالي" لكن من يمكنه ان يضمن نه تم بالفعل كشف كل الأنفاق؟
الخلاصة القاتمة في ختام الوثيقة هي انه لا يوجد بالفعل خيار حقيقي للقتال في حالة هجوم 50 مقاتلا من حزب الله بتغطية نيران مضادة للدروع وهاون – السيناريو الفعلي الذي يحذّرون منه في الجيش الإسرائيلي منذ سنوات، وكذلك يتحدث عنه المقاتلون أنفسهم.

مستعدون للحرب السابقة

الوثيقة يُنهيها الجندي بعبارات قاسية:
"ظاهريا، هذا الوضع يذكّر بالمشاكل الكلاسيكية للحروب السابقة. في الانتفاضة الثانية، عندما كان الجيش الإسرائيلي راضيا جدا عن نفسه في معرفته تنفيذ اعتقالات في أزقة نابلس، نسي انه لم يعد منذ زمن كيف ينفّذ تحركا كتائبيا إلى أي مكان. كذلك قطاعنا راض عن نفسه أكثر من اللازم في أنه يمكنه جلب دورية خلال دقائق لكل عنصر من حزب الله مع كاميرا، وكذلك يعرف بناء جدار مرتفع على طول الحدود. لشدة الثقة بالنفس نتيجة هذه القدرات، نسينا أنه عندما سيهاجمون فعلا المواقع في وقت ما – هم غير مستعدين على المستوى الأساسي لبنى تحتية قتالية.
الجيش الإسرائيلي يقول بالفم الملآن للجنود الذين يأتون إلى تشغيل عملياتي، ان هناك تهديد حقيقي على المواقع من هجوم مشاة من عشرات مقاتلي حزب الله، فيما الهدف الاستراتيجي لحزب الله هو احتلال موقع للجيش الإسرائيلي أمام أنظار العالم المدهوش. ومع هذا، الجيش الإسرائيلي لا يقوم بالحد الأدنى الأساسي من أجل إحباط هذه الإمكانية: التسليح وإعداد المواقع القائمة على الحدود لهذا السيناريو بالضبط.
إلى حد معين، كل هذا يذكّر بقصص ما قبل حرب يوم الغفران. عناصر احتياط يأتون إلى الخطوط، ويفهمون ان نسب القوات في حالة حرب هي 10 مقابل 1 منّا. التهديد معروف، والفجوة معروفة، وسيكون على ما يرام. بخلاف حرب يوم الغفران، احتمال احتلال دولة "إسرائيل" من قبل حزب الله ليس مرتفعا بوجه خاص، لكن احتمال ان مواقع الخط في وضعها الحالي لن تصمد أمام هجوم جدي من حزب الله هو.... باختصار مطروح على الطاولة".