’يديعوت أحرونوت’: يبدو أننا أمام ’معركة بين الحروب مضادّة’
جاء في صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم أن "القيادة الأمنية" لم تبدأ البحث في الخلاصات المطلوبة في مجال السياسة وبناء القوة وإعدادها رغم أنها في ذات الوقت تحذّر من مواجهة متعددة الساحات من ضمنها لبنان.
وتساءلت يديعوت أحرنوت عمّا إذا كانت أصوات التصعيد من على طرفي الحدود مع لبنان تلمح إلى شيء ما مشابه أو إلى حدث مؤسس من أحد الأطراف، لافتة إلى التحذير الذي أطلقه رئيس "أمان" في "مؤتمر هرتسيليا" حول "مدى قرب نصرالله من ارتكاب خطأ يمكن أن يدهورنا إلى معركة كبرى"، مبيّنة أن "هناك شعور في القيادة الأمنية يفيد بأننا قد نصل خلال وقتٍ قصير إلى مواجهة في لبنان، ستتطور إلى حد مواجهة متعددة الساحات".
وتكمل الصّحيفة معتبرةً أنه "إذا كان زعيم حزب الله (السيد) حسن نصر الله، يعاني فعلًا من ثقة مبالَغ فيها بالنفس في قدرات المنظمة ضد إسرائيل، فمن الممكن أن إسرائيل بنفسها زوّدته بجزءٍ من مبررات ذلك، لأنه من يؤمن بالرؤية التبسيطية للردع، سيعلّق هذا بالرد الركيك على الهجوم قرب مجيدو، والموافقة الضمنية للمنظمة بإطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية نحو إسرائيل قبل شهرٍ ونصف، لكن الأمور أكثر تعقيدًا".
وأردفَت قائلة أن "المؤسسة الأمنية والعسكرية تتفاخر كثيرًا بإنجازات المعركة بين الحروب ضد تعاظم حزب الله، لكن فيما نحن نتبرّج بغارات قائمة على استخباراتٍ ممتازة، العدو يمكن أن يستخلص خلاصات مختلفة كليًا، إذ أن إسرائيل تخشى حربًا إلى حد أنها تقبل عليها بصورة كاملة وفق الخطوط الحمراء التي حددها نصر الله، مما يعني أن أي عملية على الأراضي اللبنانية أو قتل عناصره سيؤديان إلى رد".
ومن اللّافت ما جاء في الًصحيفة أيضًا وفق تعبيرها "أن المعركة بين الحروب أدّت إلى رغبة لدى إيران وحزب الله بإنتاج نوع من (معركة بين حروب مضادة)، إذ يبدو أن الصيغة وُجدت في الأسابيع الأخيرة: إزعاج متواصل في كل الجبهات، من إرهاب في الضفة وجولات متكررة في غزة التي من الواضح أن ليس لإسرائيل فيها أي هدف باستثناء الإنهاء السريع، وصولًا إلى فتح جبهاتٍ جديدة مثل القصف من لبنان، وكله بالفعل كما عندنا تحت سقف الحرب".
واختتمت صحيفة يديعوت أحرنوت مقالها بالإشارة إلى أنّ "الحروب منذ عشرات السنين لا تندلع لأن أحدهم قرر، أو حتى لأن أحدهم أخطأ، بل كل المعارك الأخيرة بما فيها حرب لبنان الثانية، وصلنا إليها في عملية ردّ وردّ مضاد تدهوَر إلى تصعيدٍ مهمّ دون نية مسبقة"، معبّرة أنه "لا يبدو أن إسرائيل استخلصت دروسًا مناسبة، حددت لنفسها أهدافًا تعمل وفقًا لها، فعملنا مستمر في نشوئه من جمودٍ فكري ومن سياسة داخلية". مُستنتِجة أنّ "تضافر كل هذه الظروف يمكن أن يؤدي بنا، دون نية مسبقة، ليس فقط إلى تدهور مع حزب الله بل تَحقق سيناريو مواجهة متعددة الساحات وربما حتى داخل إسرائيل نفسها!".