جنرال صهيوني: الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية غير جاهزين للحرب المتعددة الساحات الواقفة على عتبة ’إسرائيل’

Image

إعتبر مفوض شكاوى الجنود السابق في جيش العدو الإسرائيلي، اللواء إحتياط "يتسحاق بريك"، أنه مع تعيين رئيس الأركان العتيد في الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أُثيرت للنقاش العام المهام والقضايا التي سيتعامل معها، إيران وحلفائها في لبنان وسوريا وغزة؛ حكومة جديدة مع بدء ولايته؛ تفكك السلطة الفلسطينية؛ إلى جانب التوتر وغياب الحاكمية في الضفة الغربية.
ولكن بحسب بريك، فإن الموضوع المتوقع ان يُقلق رئيس الأركان القادم أكثر من كل شيء هو تفكك التكتل الاجتماعي في "إسرائيل"، حيث نقل عن مصادر في الجيش الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنية والعسكرية قولها إن عدم الاستقرار، الانقسام الداخلي المتزايد، تشظّي القواسم المشتركة التاريخية، والخطاب المتطرف، يهددون ثقة الجمهور بالمؤسسات الوطنية أكثر من كل التهديدات الخارجية.
وفي مقال له في صحيفة "هآرتس" العبرية، أضاف بريك، أن قمة رؤساء الأركان السابقين، التي بُثّت في برنامج إخباري على القناة 12 العبرية قبل أسبوعين، كشفت ان الانقسام والاستقطاب الاجتماعي هما المشكلة التي تسلب النوم من عيون رؤساء الأركان الخمسة السابقين، وليس جهوزية الجيش للحرب، مستشهداً بإجابات رؤساء الأركان السابقين عند سؤالهم عن التهديد الوجودي، حيث قال غادي ايزنكوت، ان "الأمر الذي يعرض إسرائيل لخطر أكثر من كل شيء هو غياب التضامن في المجتمع"، وموشِه يعالون الذي قال انه "منذ سنوات ليس هناك تهديد وجودي تقليدي على دولة إسرائيل، لكن هناك تهديد وجودي داخلي". والكتلة الحرجة النهائية وفّرها إيهود باراك الذي قال ان "هناك إجماع وسط رؤساء الأركان ورؤساء الشاباك والموساد السابقين (الذين لا يزالون أحياء)، بأن ما يحدث في داخل المجتمع الإسرائيلي يهدد مستقبل إسرائيل أكثر من إيران وحزب الله وحماس".
وأضاف بريك، أنه "في المحادثات والاطلاعات وتقديرات الوضع التي أجراها رؤساء الأركان هؤلاء خلال شَغلهم مناصبهم، تعاملوا مع التهديد الإيراني على انه تهديد استراتيجي ووجودي على الدولة – وها انهم فجأة، بعد ان نزعوا بزاتهم العسكرية، يقزّمون هذا التهديد عن قصد، ويقدّمونه على انه تهديد سنتمكن من التعامل معه بسهولة نسبية، بخلاف الشرخ الاجتماعي، تصريحات رؤساء الأركان السابقين حول الموضوع تثير السؤال لماذا خلال شغلهم مناصبهم زعموا ان التهديد الإيراني هو تهديد وجودي ويجب ان يكون على رأس سُلّم الأولويات؟ لماذا طالبوا بميزانيات وبقوة بشرية لتطوير قدرات عسكرية حيال هذا التهديد، بينما يغيّرون جلدهم الآن ويتناولون ترميم التفكك الاجتماعي؟، يبدو انهم بعد نزعهم بزاتهم العسكرية نسوا تهديد حرب تقليدية متعددة الساحات مع إيران وأذرعها؛ ونسوا ان إيران بنت في العقود الأخيرة، بمساعدة حلفائها، حلقة خنق من كافة اتجاهات إسرائيل، مع أكثر من 200 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وآلاف الطائرات غير المأهولة – تهديد لم يمثُل مثله أمام إسرائيل منذ حرب 1948. القيادة الأمنية غارقة في نومٍ عميق بدل الاستعداد الذي يتطور بوتيرة حثيثة".
وبحسب بريك، فإنه "في العقود الأخيرة استمر الجيش الإسرائيلي في كونه أسير مفهوم المعركة بين الحروب، حيث أنه منهمك في شراء هدوء مصطنع ومؤقت – في غاراتٍ نقطوية في سوريا لن توقف دقة الصواريخ وتبلوُر الفصائل السورية الموالية لإيران في مرتفعات الجولان، وفي جولات قتال قصيرة مع حماس والجهاد الإسلامي لم تؤدّ إلى ردعٍ في الوعي – دون تفكيرٍ استراتيجي للمدى البعيد من الاستعداد لحربٍ تقليدية. أيضًا الآن، أمام كافة إشارات التحذير، إنه لا يُحسن الاستعداد للحرب القادمة".
وتابع الجنرال الصهيوني، أنه "منذ تبنّي استراتيجية المعركة بين الحروب بُنيت من حول إسرائيل ثلاث دوائر تهديد، في الدائرة الأولى الدول المعادية ومنظمات الإرهاب فيها؛ في الدائرة الثانية الفصائل الموالية لإيران في اليمن والعراق؛ وفي الدائرة الثالثة – إيران. دوائر التهديد الثلاث هذه أنتجت لإسرائيل تحديًا أمنيًا من الدرجة الأولى لم تستعد له المؤسسة الأمنية والعسكرية كما ينبغي".
أما عن سيناريو حرب متعددة الساحات، أشار بريك إلى أنه "سيُطلق يوميًا أكثر من 3000 صاروخ وقذيفة صاروخية ومئات الطائرات المسيرة نحو إسرائيل، ومن المتوقع ان توقع دمارًا في أكثر من 150 موقعًا في اليوم، بالإضافة إلى عشرات آلاف مقاتلي المشاة من العدو الذين سيقاتلون في موازاة ذلك على حدود إسرائيل وفي الجبهة الداخلية الإسرائيلية – حزب الله من لبنان، الجهاد الإسلامي من غزة، الجيش والفصائل السورية الحليفة لإيران من سوريا، آلاف المقاتلين من الضفة الغربية، وآلاف العرب والبدو داخل إسرائيل".
وختم اللواء احتياط يتسحاق بريك بخلاصة أن "رؤساء الأركان في السنوات العشرين الأخيرة أطلقوا تحذيرات للخارج، كأنما كرروا صفحة رسائل عن ظهر قلب، وتجاهلوا التهديد التقليدي الذي أصبح تهديدًا وجوديًا. لقد فشلوا في إعداد الجيش والجبهة الداخلية للمواجهة في الهجوم وفي الدفاع – وعليه، الجيش والجبهة الداخلية غير جاهزين للحرب المتعددة الساحات التقليدية القادمة الواقفة على عتبة إسرائيل".