الطائرات المسيّرة الإيرانية قادرة على تخطي نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي والتسبب بأعداد كبيرة من القتلى بين الجنود والمستوطنين
أشار موقع "اسرائيل ديفينس" العبري، إلى أن إيران أجرت مؤخرًا مناورة مثيرة للإعجاب للطائرات بدون طيار، معتبراً، أنه يجب ألا تفاجئ قدرات إيران في هذا المجال أحداً في "إسرائيل"، حيث أنها تعمل على تطوير طائرات بدون طيار منذ الحرب العراقية - الإيرانية، وقد حققت في العقد الماضي قفزة كبيرة في تطوير هذه القدرات.
ولفت الموقع العبري، إلى أن إيران تمتلك جامعات ممتازة في العلوم الدقيقة والمهن الهندسية، ولا تبخل في المال على تدريب المهندسين في الخارج في المهن ذات الصلة بصناعتها الأمنية.
وزعم "اسرائيل ديفينس"، أن نقطة الذروة لغاية الآن في قدرات صناعة الطائرات غير المأهولة الإيرانية كانت الهجوم الذي وقع ضد منشآت شركة أرامكو السعودية في سبتمبر/أيلول 2019، معتبراً أنه هجوم مشترك لمجموعة متنوعة من الوسائل التي حلقت لمسافة 900 كيلومتر تقريبًا، وتمكنت من خداع نظام الدفاع الجوي السعودي، القائم على بطاريات باتريوت من طراز متقدم، غير موجود في "إسرائيل".
وأضاف الموقع العبري، أن الهجوم على أرامكو أثار الدهشة في "اسرائيل"، حيث أدركت "إسرائيل" أن "الغنى لا يدوم إلى الأبد"، فهي تملك نظام دفاعي ثلاثي المستويات (حيتس، العصا السحرية، القبة الحديدية)، ولكن بعضه ليس مخصصًا للطائرات المسيّرة بل للصواريخ، والطبقات المصممة للتعامل مع الطائرات المسيّرة لا توفر بالضرورة سدًا محكمًا 100%.
واعتبر الموقع العبري، أنه يمكن لطائرة بدون طيار، اعتمادًا على نوعها، أن تأتي مع بصمة رادار منخفضة تجعل من الصعب تحديد موقعها بدقة، كما يؤثر مسارها على إمكانية الكشف، وقدرة الكشف تؤثر على قدرة اعتراضها، وإذا أصبحت الطائرة المسيّرة طائرات مسيّرة، وتأتي في مجموعة أو مجموعات، من اتجاهات مختلفة، يصبح سيناريو الاعتراض أكثر تعقيدًا، علماً أنه – بحسب الموقع - لا ينبغي أن تخرق كلها المجال الجوي "الإسرائيلي"، والتي تخرقه، ليس عليها كلها إصابة الهدف، يكفي أن تتمكن بضعة منها من إصابة أهدافها، مما سيتسبب بدمار وموت في "إسرائيل"، وإذا أصابت مثل هذه الوسائل محطات رادار إسرائيلية، فإن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي سوف يفقد فعاليته، وستكون الموجات التالية أكثر نجاحًا، مما سيخلق سيناريو قتالي مكثف مصمم لإثقال كاهل تشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي.
واعتبر "اسرائيل ديفينس"، أنه "يمكن لإيران، أو حزب الله، أو الحوثيين ، استخدام هذه الطائرات بدون طيار ضد أهداف الجبهة الداخلية، بينها، مباني رمزية للسلطة الإسرائيلية، أو مبانٍ سكنية مما سينتج عنه أعداد كبيرة من القتلى في إسرائيل، معادلة الجثث خلال حرب تُستخدم أحيانًا لأغراض ردع العدو، خصوصًا في دولة مثل إسرائيل، حيث الحساسية على مقتل مواطنين مرتفعة جدًا، وهذا ليس سيناريو وهمي، في الماضي غير البعيد، تمكنت طائرات مسيّرة من اختراق الأجواء الإسرائيلية، إحداها من صنع إيران وشغّلها حزب الله وتمكنت من التحليق على مساحة ما يقارب نصف مساحة دولة إسرائيل".
وأضاف، "الإيرانيون من جانبهم لا يجلسون مكتوفي الأيدي، إنهم يعلمون أن سلاحهم الجوي ليس بحجم سلاح الجو الإسرائيلي، على الأقل في الوقت الحالي، إنهم يبحثون عن الثغرات في نظام الدفاع الإسرائيلي، وهم يعلمون أيضًا أنه يقوم على محورين. لذلك، إنهم يستثمرون في أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم، والهدف هو كسر التكافل بين القوة الهجومية لسلاح الجو الإسرائيلي وبين نظام الدفاع الجوي، وليس عبثًا أن هذين المحورين هما تحت نفس الذراع في الجيش الإسرائيلي".
وختم الموقع العبري، أن "الإيرانيون من جانبهم يدرسون إسرائيل منذ سنوات، وهم ليسوا أغبياء على الإطلاق، إنهم يعرفون أن عنصر الموت في الجبهة الداخلية أو في ساحة المعركة يلعب دورًا حاسمًا في إسرائيل في الشرعية التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي من الجمهور، وتطوير الطائرات بدون طيار جزء من هذا المفهوم، يمكن للطائرات بدون طيار كسر محوري نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وإحداث أضرار جسيمة في ساحة المعركة للقوات المناورة وقتلى في الجبهة الداخلية".