’يسرائيل هيوم’: حزب الله إستخدم أسلحةً كان يحتفظ بها للحرب... ’اسرائيل’ امتنعت عن الرد خوفاً من التصعيد

Image

اعتبرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن أحد العناصر الأساسية لسياسة "إسرائيل" الأمنية في المنطقة قد تغير في الأسابيع الأخيرة، حيث تلاشت أمام أعينهم عملية "المعركة بين الحروب" التي كانت - وفق الصحيفة - "الماس" في تاج النشاط الأمني الاسرائيلي لسنوات، دون صياغة سياسة بديلة.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن "إسرائيل استغلت سنوات الحرب في سوريا لتعزيز مصالحها، وأبرزها: منع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله في لبنان، ومنع تمركز القوات الايرانية في سوريا، ومنع النشاط العدائي على حدود الجولان".
وأضافت "يسرائيل هيوم"، أنه تم تنفيذ الكثير من العمليات في السنوات الأخيرة، معظمها نفذها سلاح الجو، بالإضافة إلى العمليات الإلكترونية، والتحركات الدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية، وتزامنت كل هذه العمليات في حملة منظمة، والتي لم توقف التهديدات، ولكن ساهمت في تأخيرها وتعطيلها.
وبحسب الصحيفة العبرية، في الآونة الأخيرة اختفت العملية تقريبًا، بسبب فترة الانتخابات والرغبة في السماح للعطلات بالمرور دون تصعيد أمني، ولكن - وفق الصحيفة - فإن الصورة الكاملة أكثر تعقيدًا، حيث أن الامتناع الإسرائيلي عن المتابعة قدماً ينبع من إدراك أن أي عملية قد تؤدي إلى تصعيد، وربما حرب.
واعتبرت الصحيفة، أن السياسة الإيرانية تغيرت الآن، وبات من المفهوم في "إسرائيل" أن أي عمل عسكري في سوريا سيتبعه رد فوري، وذلك بسبب الأمن الذي اكتسبته إيران مؤخراً بعد سلسلة من التحركات غير ذات الصلة بـ"إسرائيل"، وأبرزها الهجوم الذي استهدف البنية التحتية للنفط في السعودية، ووفق الصحيفة، فإن هذه السياسة الإيرانية تتطلب أيضًا من "إسرائيل" تغيير سياستها، إذا لم يعد بالإمكان تنفيذ الأساليب المستخدمة في الماضي خوفًا من التصعيد، يجب على "إسرائيل" إيجاد طرق أخرى لكبح العمليات التي تقودها إيران ومبعوثوها، حتى تتمكن من الاستمرار في حماية مصالحها.
وقالت الصحيفة، أنه "قد يكون لضبط النفس المؤقت الذي فرضته إسرائيل مؤخراً فوائد قصيرة الأجل، لكن الضرر طويل المدى قد يكون كبيراً، ومثال على ذلك هو ما حصل الأسبوع الماضي في لبنان، عندما أطلق حزب الله صاروخًا أرضيًا على طائرة بدون طيار في جنوب لبنان، لقد كان تغييرًا صارخًا في سياسة الحزب، الذي اختار استخدام الأسلحة التي احتفظ بها للحرب، واختارت إسرائيل عدم الرد على هذا التحدي، ولكن يعتقد الكثيرون في المؤسسة الأمنية أنه كان خطأ، كان لا بد من تدمير منصة الإطلاق على الفور ليعرف حزب الله أنه تخطى الخطوط الحمراء، حتى لو كان الثمن التصعيد".
وأضافت الصحيفة العبرية، أن "العديد من المسؤولين الإسرائيليين، عبروا عن قلقهم هذا الأسبوع بشأن الردع الإسرائيلي بسبب عدم اتخاذ أي إجراء حيال عملية اطلاق حزب الله للصاروخ وفي حالات أخرى، وهم يعتقدون أن على "إسرائيل" أن تضع استراتيجية جديدة وتنفذها بسرعة، لأنه في رأيهم، رغم الخوف من التصعيد ليس أمام إسرائيل خيار سوى التحرك".
وختمت "يسرائيل هيوم"، بأنه "طالما أن إيران مصممة على المضي بسياستها، فلن يوقفها أحد في إسرائيل - الأمريكيون والروس وأوروبا بالتأكيد لن يوقفوها - وإذا لم تضع إسرائيل ثمناً واضحًا للإيرانيين وتتصرف على الفور، فسوف تكتشف قريبًا أن المنطقة آخذة في التغير وعلى حسابها".