’معاريف’: منظومة القبّة الحديدية لن تصمد في مُواجهة إطلاق مكثف للصواريخ بشكل يومي

Image

رأى الدكتور "عوديد عميحاي" (مسؤول سابق في شركة رفائيل وخبير في منظومات اللايزر) ضمن مقالة له نشرت اليوم في صحيفة معاريف، أنه بعد حوالي أسبوعين ونصف على اطلاق الصواريخ على منطقة "غوش دان"، مرة أخرى جرى إطلاق صواريخ من رفح الواقعة جنوب قطاع غزة باتجاه "هشارون"، لكن  هذه المرة كانت الإصابة مباشرة في منزل داخل مستوطنة "مشمارت"، وعلى بعد  120 كيلومتر، ما تسبب بأضرار كبيرة بالممتلكات. الصواريخ تطلق من مخازن تقع تحت الأرض، لا يمكن تشخيصها مسبقا، وبشكل خاص عندما تشغل في الليل. وهذه الصواريخ يجب تفعيلها (تحميتها تحضيرا للإطلاق) وهذا يأخذ وقتا، لذلك لا إمكانيّة لتشغيلها بشكل للاإرادي، بل بعمل مبادر.
وتابع الخبير الإسرائيلي  في الحادثتين الأخيرتين كان من الضروري اعتراض هذه الصواريخ لكن القبّة الحديدية لم تعمل. لماذا؟، لأن القبّة الحديديّة مخصصة لاعتراض الصواريخ التي تطلق من مسافة تصل إلى 70 كيلومتر. إصابة مُستوطنة في منطقة هشارون كانت من خارج مدى عمل القبة الحديدية. كذلك أيضًا الصواريخ التي اطلقت باتجاه غوش دان.
وشدّد الخبير على أن القبة الحديدية، بواسطة حملة دعائيّة خارجيّة لا سابق لها، تحولت إلى "العجل الذهبي" في عصرنا هذا، والجمهور يعتقد أنها ستنقذنا من أي إصابة. حتى في منطقة عملها القبّة الحديديّة قادرة على معالجة تنقيط الصواريخ فقط. وهي ستواجه تحديا ضد اطلاق مكثف من آلاف الصواريخ في اليوم، كما يتوقع خبراء من المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة. إضافة إلى ذلك، مخازن صواريخ الاعتراض التابعة للقبّة الحديديّة ليست غير محدودة وذلك بسبب كلفتها المرتفعة (100 ألف دولار للواحد).
إنّ الصواريخ التي تطلق من مسافات متوسطة كما يقول الخبير يفترض أن تعترض بواسطة منظومة "العصا السحرية" (مقلاع داوود)، التي دخلت إلى الخدمة في العام 2016، لكن لم تثبت جدارتها بعد وهي فشلت في تجربة اعتراض في الجولان قبل حوالي شهرين. هذه المنظومة باهظة جدا، وكلفة الصاروخ حوالي مليون دولار. من هنا فان مخازن صواريخ الاعتراض ستكون محدودة. أيضًا لا يوجد حل في المنظومة الحالية للصواريخ الدقيقة، التي لن ينفع ضدهم الاعتماد على "المناطق المفتوحة" ولا الصواريخ المناورة.
الخبير لفتَ إلى أنهم في المؤسسة الأمنيّة لا يزالون يتجاهلون بعناد الحل الوحيد الذي يحسن منظومة الدفاع ضد الصواريخ، الصواريخ المنحنية المسار وأيضًا قذائف الهاون، وهي منظومة اللايزر "سكايرغارد"، التي كانت جاهزة للإنتاج قبل عقد.
منظومة "سكاي غراد" متوفرة اليوم، ومن أجل الوصول إلى وضع الإنتاج، يجب الحصول من الإدارة الأميركية على العلوم التي تخول الاستعداد للإنتاج في "إسرائيل". من دون منظومة اللايزر هذه، منظومة الدفاع ضد الصواريخ، التي استثمر فيها مليارات الشواكل، ستبقى فيها ثغرة ولن تصمد في مُواجهة مكثفة يطلق فيها آلاف الصواريخ بشكل يومي.