الجيش الإسرائيلي يبحث عن ’مفهوم الإنتصار’

Image

أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه مُنذ سنوات كثيرة يحاولون في الجيش الإسرائيلي حلّ اللغز المتعلق بكيفيَّة الانتصار في الحرب القادمة بصورة واضحة، وجليَّة وغير قابلة للتأويل. هذا السؤال يشغل كثيراً رئيس الأركان الجديد، الفريق "أفيف كوخافي"، الذي قرَّر إقامة ورشة من ثلاثة أيّام مكثفة في الأسبوع الأول من الشهر القادم تحت عنوان: "ورشة الانتصار".

وأضافت الصحيفة أن أعضاء هيئة الأركان وضباط برتبة عميد سيبحثون معاً مسألة السعي إلى انتصار في ظل تغيّر العدو والتطورات التكنولوجية.

رئيس الأركان "كوخافي" أعلن عن إقامة الورشة قبل دخوله مكتبه، ولأجلها أُقيمت طواقم في الجيش الإسرائيلي ستحاول، كلٌّ في مجاله، التوصل إلى تفاهمات حول مفهوم انتصار الجيش الإسرائيلي في الحرب القادمة، وما هي الفجوات التي ينبغي معالجتها من أجل الوصول إلى الانتصار.

ويُولي رئيس الأركان أهمية كبيرة للورشة التي تشكّل رصاصة انطلاق وبلورة الخطة المتعددة السنوات للجيش الإسرائيلي وتدخل حيز التنفيذ في العام القادم، ويخطط الجيش لبلورتها لغاية شهر تموز/يوليو، وتكون حينها قد قامت حكومة جديدة يمكنها إقرارها.

الحديث عن ورشة مفاهيميّة (فكرية) من غير المتوقع اتخاذ قرارات فيها تناقش فيها الطواقم التغيّرات في الجيش الإسرائيلي، وتغيّر العدو وكيف يصح الانتصار في أيامنا على ضوء هذه التغييرات ودخول تكنولوجيات جديدة الخدمة. الورشة سيقودها رئيس أمان ورئيس قسم العقيدة والتوجيه في الجيش الإسرائيلي.

الصحيفة أشارت إلى أنَّ مسألة الانتصار في العصر الحديث هي مسألة معقّدة، يتخبّط فيها مسؤولو الجيش كثيراً. إذا سألنا المواطن العادي فمن الممكن أن يقول أنَّ آخر مرة انتصر فيها الجيش الإسرائيلي بصورة جلية كانت في حرب الأيام الستة قبل أكثر من 50 سنة. رغم اندلاع حرب الاستنزاف الطويلة والدمويَّة بعدها. في الأصل، بُني الجيش الإسرائيلي لمواجهة دول. لكن بخلاف الماضي، العدو الذي على الجيش الإسرائيلي مُواجهته اليوم لا يتموضع لمواجهة جبهويَّة مع الجيش، وعموماً هو مختفٍ، يعمل ببصمة خفيفة، من مناطق معقّدة وسكنية ومن تحت الأرض. بصورة مبسّطة، إذا كان في الماضي يجب مُهاجمة مركز ثقل الفرقة في الجهة المضادة من أجلِ الانتصار وهزيمتها، اليوم، مراكز ثقل العدو صغيرة جداً ومخفية، وكذلك السبيل لهزيمته مختلفة.