قُتلوا قبل إكمال مهمتهم في #لبنان

Image

في 4 شباط 1997، قتل 73 جندياً صهيونيّاً، نتيجة اصطدام طائرتين مروحيتين، كانتا في طريقهما إلى لبنان. أكثر من رواية سوّقها الإعلام «الإسرائيلي» حول الموضوع. قيل إن المهمة كانت «روتينية»، أي نقل بديلِ إلى موقعَي الدبشة وقلعة الشقيف، وبعد عبور المروحتين للأجواء اللبنانية بثلاث دقائق، اختفتا عن شاشة الرادار.

أما قائد «المنطقة الشمالية» في جيش الاحتلال عميرام ليفين، فقال إنهما «كانتا متجهتين إلى لبنان ومحملتين بالمتفجرات»، إلا أن قراءة المقاومة حينذاك، أشارت إلى أن طبيعة التجهيز الذي بدا فيه الجنود تظهر أنهم كانوا في طريقهم لشن عملية عدوانية، بناءً على:

1ـ معلومات عن تحضيرات صهيونية لضربة أمنية خاطفة خلال اثنتين وسبعين ساعة، بالتزامن مع يوم القدس العالمي وعيد الفطر.

2ـ عمليات نقل الضباط والجنود في ظروف مناخية غير مستقرة، والعدو أمام مهمات خاطفة من هذا النوع يلجأ إلى أسلوبين:

أ ـ الانتقال من داخل فلسطين المحتلة إلى مكان العملية مباشرة.

ب ـ الانتقال من الداخل الفلسطيني المحتل إلى الشريط اللبناني المحتل انتظاراً لاستكمال آخر المعلومات الاستخبارية، ووضع اللمسات الأخيرة على الخطة المقترحة، بعد ذلك ينتقل من الشريط إلى مكان العملية، سواء كانت قواته راجلة أو محمولة جوّاً، بحسب نوع المهمة.

3ـ العدد الكبير من الضباط والجنود، وما تردد أن بعضهم كان يرتدي ثياباً مدنية، مما يؤكد أن العدو كان يتجه لتنفيذ عملية ذات طابع أمني. 

أما «لجنة التحقيق» التي شكلها وزير الحرب في حينه، إسحاق مردخاي، فلم تتمكن من الوصول إلى نتائج واضحة بشأن أسباب اصطدام المروحيتين. الخلاصة أظهرت أن الاصطدام حصل أثناء تبادل المروحيتين لمكانيهما في إطار مناورة نفّذاها للتثبت المتبادل من إطفاء الأضواء قبل اجتياز الحدود. وبعد فحص كافة المعطيات التقنية والبشرية والجوية، واستبعاد كل الاحتمالات ذات الصلة، خلصت اللجنة في 17 نيسان 1997 إلى النتيجة الآتية (ضمّنتها في تقريرها النهائي): «رغم الجهود التي بذلتها، لم تنجح اللجنة في التوصل إلى نتائج واضحة حول أسباب الحادثة. الثواني الأخيرة التي سبقت الاصطدام ستبقى لغزاً. للأسف، ضحايا الكارثة أخذوا معهم حقيقة ما حصل إلى عالمهم، علماً بأن ثمة أرجحية عالية لكونهم فوجئوا ولم يدركوا ما حصل».