جنرال صهيوني: نجحت #حماس في تحدي ’إسرائيل’ وتحقيق ’تعادلًا استراتيجيًا’

Image

رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة "تل أبيب"، اللواء الاحتياط "عاموس يادلين" :

نقطة بدء نقاش التطورات الأخيرة في قطاع غزة هي أن الصواب حقيقة الابتعاد عن المواجهة في الوقت الحالي، ودراسة نقطة خروج كل واحد من الطرفين المتورطين فيه واستراتيجيتهما لتحقيق الأهداف الوطنية المركزية.
دراسة كهذه ستظهر أنه وبمصطلحات الأمن القومي، "دولة إسرائيل" لم تكن على الإطلاق أقوى. تفوقها العسكري في محيطها الاستراتيجي تفوق صلب؛ تمتلك مجتمعًا استخباريًا نوعيًا وسلاح جو ممتاز ومنظومة دفاعية متطورة في مواجهة القذائف والصواريخ، وتفوق تقني كبير، وعلاقاتها مع الدول العربية من فوق ومن تحت الطاولة تتركز حول المصالح المشتركة، ودعمها من قبل البيت الأبيض غير مسبوق، وعلاقات الثقة تسود بين "إسرائيل" وموسكو.
مقابل ذلك، حماس تنتقل من فشل إلى آخر، حكمها في قطاع غزة أدى إلى أزمة اقتصادية وإنسانية خطيرة في هذه المنطقة، وعلى الساحة السياسية، العالم العربي يعاديها ويرى فيها وكيلًا للإخوان المسلمين وإيران، على الساحة الفلسطينية الداخلية؛ فالصراع بينه وبين فتح بعيدًا عن الحل، رغم المحاولات الكثيرة لدفع اتفاق بين المعسكريْن.
لكن ورغم عدم التكافؤ القاطع هذا في موازين القوة، تنجح حماس في تحدي "إسرائيل"، وفي أن تحقق مرة أخرى "تعادلًا استراتيجيًا"، فقد استطاعت حماس ان تُآكل الردع "الإسرائيلي" الذي أوجد في أعقاب معركة "الجرف الصامد" صيف 2014، وأن تخرق الهدوء الذي ساد الجنوب من حينها وتحاول وضع معادلات وقواعد عمل جديدة. رغم ان حماس لم تخطط لمسيرة العودة ولا هجمات الحرائق من خلال الطائرات الورقية والبالونات؛ إلا أنها وجدت فيها قناة عمل كانت وما تزال جذابة، وجعلت منهما مجهوديْن تنفيذييْن مركزييْن.
"إسرائيل" - التي أبدت إصرارًا على إحباط توجهات حماس في اختراق السياج الحدودي بهدف تنفيذ اختطاف أو الانقضاض على مستوطنة إسرائيلية والمساس بالمواطنين والجنود - تجد صعوبة في العثور على استجابة تشغيلية للطائرات الورقية والبالونات التي تطلق باتجاه اراضيها وتمس بسيادتها وتتسبب بأضرار بيئية واقتصادية وتوعوية كبيرة.
حماس فهمت جيدًا إحجام إسرائيل عن جولة أخرى، وحاولت فرض معادلتيْن جديدتيْن "القصف بالقصف" و"الدم بالدم"، نجاحها في تأسيس المعادلة الأولى من خلال إطلاق قذائف الهاون والصواريخ على غلاف غزة، بعد ان أحبط الجيش الإسرائيلي محاولات اختراق الجدار الحدودي، شجعها على محاولة فرض معادلة المساس بالإسرائيليين بعد ان قتل الكثير من الفلسطينيين في المواجهات على السياج. الجمعة (19 يوليو) أطلقت النار على جندي إسرائيلي من قبل قناص فلسطيني وتبنت حماس المسؤولية عن العملية.