حماس: شعبٌ صامد وجذوة المقاومة لن تخبو والمعركة مستمرة مع العدو
تأتي الذكرى الرّابعة والثلاثون لانتفاضة الحجارة هذا العام، لتجدّد التأكيد أنَّ الشعب الفلسطيني الذي فجّر شرارة هذه الانتفاضة المباركة، برجاله وشبابه وشيوخه وحرائره، من مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، في الثامن من شهر كانون الأوّل عام 1987م، مدافعًا عن أرضه وثوابته ومقدساته، وسطّر بدمائه وتضحياته تاريخًا جديدًا ملهمًا لكل الأجيال، هو الشعب ذاته الذي يقدّم اليوم أروع البطولات والتضحيات والصمود، ويقف خلف مقاومته الباسلة التي تضرب من جديد في قلب الكيان بسيفها.. سيف القدس، فتحقّق الانتصار، وتثخن في العدو، فيما يواصل أسراه الأحرار معركتهم ضد السجّان الصهيوني، فينتصرون بأمعائهم الخاوية، ويحفرون أنفاق الحرية، ويكتبون آيات النصر المرعبة للعدو والفاضحة لجيشه الجبان، ومرابطوه في القدس وأكناف بيت المقدس الذين يسطّرون كلّ يوم أمجاد الدفاع عن القدس وحماية المسجد الأقصى المبارك، والتشبّث بمنازلهم في حيّ الشيخ جرَّاح، وأهله في الأراضي المحتلة عام 48 المتجذرون في أرضهم، المدافعون عنها بكل إرادة وصمود.
بعد أربعة وثلاثين عامًا على هذه الانتفاضة المباركة، وعلى الرَّغم من كلّ محاولات الاحتلال الصهيوني لطمس الهُوية والمعالم، وتغييب القضية وتصفيتها، وتزييف الوعي وتشويهه، وعلى الرّغم من عدوانه وحصاره المستمر على قطاع غزّة، وعلى الرّغم من جرائمه المتصاعدة في الاستيطان والتهجير والملاحقة والإبعاد في الضفة الغربية المحتلة، والتهويد والتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك، إلاَّ أنَّ شعبنا الفلسطيني صامد على أرضه، متمسك بثوابته، مدافع عن مقدساته، ولا تزال جذوة الانتفاضة والمقاومة متّقدة في قلبه، وحيّة في ذاكرته، ولن تخبو حتى انتزاع حقوقه المشروعة في تحرير أرضه من بحرها إلى نهرها، والعودة إليها، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
إنَّنا في حركة حماس ، وفي الذكرى الـ 34 لانتفاضة الحجارة، التي ستظل معلمًا من معالم المقاومة والتضحية في تاريخ شعبنا الفلسطيني، وإذ نشدّد على أنَّ أسباب اندلاع شرارتها بالأمس قائمة اليوم، وتزداد في ظلّ استمرار الحصار وتصعيد العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، نؤكّد ما يلي:
أولًا: الترحّم على أرواح شهداء الانتفاضات الشعبية المباركة في فلسطين، وعلى كلّ الشهداء الأبرار من القادة المؤسّسين والرّجال الأخيار، الذين عبّدوا بدمائهم طريق شعبنا نحو التحرير، ونبعث بتحية الفخر والاعتزاز لأبطال كتائب العزّ والمقاومة القابضين على الزّناد، وإلى أسرانا الأحرار، وإلى الجرحى والمصابين بفعل الإجرام الصهيوني، وإلى المرابطين على الثغور في كل الميادين من جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات.
ثانيًا: المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلّحة، ووحدة شعبنا الفلسطيني خلف برنامج نضالي موحّد واستراتيجية مواجهة مع العدو، هي السبيل الوحيد والطريق المختصر لانتزاع حقوقنا وتحرير أرضنا وقدسنا وأسرانا، فانتصار معركة سيف القدس مثّل محطة فارقة في تاريخ نضالنا ووحدة شعبنا، ونجح في ترسيخ معالم بوصلة مشروع التحرير والعودة التي ندعو إلى التمسّك بها والالتفاف حولها، شعبيًا وفصائليًا ووطنيًا.
ثالثًا: إنَّ مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك هما قلب الصراع مع العدو الصهيوني، ومحور ارتكاز ارتباط الشعب الفلسطيني والأمّة الإسلامية بفلسطين، ولن تفلح كل مشاريع ومخططات التهويد، ومشاريع الاستيطان، في تغيير وطمس معالمهما وحدودهما وتاريخهما، وسيبقى شعبنا ومقاومته الباسلة سدًا منيعًا لحمايتهما والدفاع عنهما بكل الوسائل.
رابعًا: إنَّ الأسرى في سجون العدو الصهيوني هم جزء أصيل من شعبنا الفلسطيني، وإنَّ تحريرهم هو مسؤولية وطنية تضعها حركة حماس في مقدّمة أولوياتها، وكما أبدعت المقاومة في الوفاء بوعدها لأسرانا الأحرار، فهي قادرة اليوم على تجديد الوفاء لهم في صفقة مشرّفة تحرّرهم من قبضة السجّان.
خامسًا: نجدّد رفضنا لكل مخططات التسوية ومشاريع التفاوض العبثي مع العدو، والتنسيق الأمني معه، التي ثبت فشلها في حماية شعبنا وانتزاع حقوقه، بل فتحت المجال للاحتلال لتوسيع الاستيطان، وتصعيد العدوان، وتهويد المقدسات، وحصار شعبنا.
سادسًا: نجدّد رفضنا وإدانتنا لكلّ اتفاقيات التطبيع مع العدو، والمساعي لإقامة علاقات معه، ونؤكّد أنَّ تلك العلاقات تعدُّ طعنة في صدر شعبنا وقضيته، وضربًا لعمق أمّتنا وأمنها واستقرارها، وأنَّ المستفيد الوحيد منها هو العدو، وندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى مواجهة أشكال التطبيع كافة مع العدو المشترك للأمَّة قاطبة.
سابعًا: ندعو أمَّتنا العربية والإسلامية، قادة وحكومات، وأحزابًا ومنظمات وشعوبًا، إلى التحرّك الفاعل وتعزيز فعاليات ومشاريع الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، دفاعًا عن نفسه، وحماية لأرضه ومقدساته، حتّى زوال الاحتلال وتحرير فلسطين والعودة إليها.
وإنّه لجهادٌ نصرٌ أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) – فلسطين