قوات صنعاء تحسم المعركة شرق صرواح: نحو البوّابة الغربية لمدينة مأرب
على رغم تعاظُم الضغوط الدولية على صنعاء لوقف تقدُّم قواتها في اتجاه مدينة مأرب، وآخرها دعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف التصعيد بدعوى «تعريض مليون نازح لخطر جسيم»، تمكّن الجيش و»اللجان الشعبية»، أمس، من حسم المعركة بشكل نهائي لصالحهما في شرق صرواح، ليُضيّقا بذلك الخناق على الطلعة الحمراء الاستراتيجية، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط
على عكس رغبات التحالف السعودي ــــ الإماراتي، الذي ضاعف أخيراً دعمه جبهات مأرب بالأموال والأسلحة، تتساقط، تباعاً، خطوط دفاع قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، غرب مأرب، تحت سيطرة الجيش اليمني و»اللجان الشعبية»، اللذين أحرزا تقدُّماً كبيراً على جبهات المشجع وشرق الكسارة، وسيطرا على عدد كبير من المواقع العسكرية الحاكمة على ما تبقّى من حاميات المدينة من الجهة الغربية. وعلى رغم الغطاء الجوي الكثيف في جبهة المشجع، تمكّنت قوات صنعاء من السيطرة على منطقة ملبودة الواقعة شمال منطقة العطيف، بعد سيطرتها على الأخيرة الثلاثاء الماضي، لتَسقط بذلك، أمس، جبهة المشجع بمحاورها المتعدّدة، وهو ما يُقلّص هامش المناورة أمام قوات هادي، التي فقدت 17 موقعاً عسكرياً، العديد منها ذات طابع استراتيجي، بالنظر إلى أن مَن يسيطر عليها يمكنه السيطرة النارية على منطقة إيدات الراء، وتشديد الخناق على ما تبقّى من الطلعة الحمراء، آخر الحاميات الاستراتيجية للمدينة، والتي سقطت جزئياً من اتجاهين خلال المواجهات التي دارت بين الطرفين خلال اليومين
وأكدت مصادر قبلية في مأرب، لـ»الأخبار»، حدوث انهيار كبير في صفوف قوات هادي، المسنودة بالمئات من المقاتلين السلفيين وعناصر تنظيم «القاعدة»، في جبهة المشجع. وأوضحت المصادر أن سقوط منطقتَي ملبودة والعطيف شرق مديرية صرواح ساهم في سقوط ما تبقّى من جبهة المشجع، في عملية عسكرية مزدوجة أربكت قوات هادي، ودفعتها إلى ترك مواقعها والانسحاب في اتجاه إيدات الراء التي تدور فيها المواجهات منذ يومين، بعد تقدُّم الجيش و»اللجان» في منطقة العطيف، والمناطق الخلفية للطلعة الحمراء وتبة ماهر وحقن الخشن، القريبة من بوابة مدينة مأرب الغربية. وأضافت إن سقوط أهمّ المناطق المحيطة بالطلعة الحمراء شرق صرواح يضع جبهة الطلعة الاستراتيجية قاب قوسين أو أدنى من السقوط، لافتةً إلى أن الجيش و»اللجان» باتا يسيطران على معظم المناطق المحيطة بها من اتجاه الزور واتجاه وادي البراء والمشجع وملبودة، فيما لم يبق لقوات هادي سوى خطّ إمداد واحد للوصول إليها من الغرب.
التقدُّم الجديد للجيش و»اللجان» جاء إثر بدء قوات هادي، مسنودة بتعزيزات كبيرة من «ألوية العمالقة» السلفية وصلت من المحافظات الجنوبية بتوجيه سعودي، للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، عبر بدئها عملية مضادّة في منطقة ملبودة في أعقاب سقوط منطقة العطيف، لتَردّ قوات صنعاء بصدّ الهجوم والسيطرة على ملبودة، ومِن بعدها ما تبقّى من مواقع عسكرية في المشجع. وأثارت هذه التطوُّرات اتهامات لميليشيات «الإصلاح» (الإخوان) في جبهات شرق صرواح بـ»خيانة» الميليشيات الجنوبية، ووضعها في جبهات متقدّمة تجهل تضاريسها، وتركها من دون تعزيزات عسكرية، وهو ما دفع العشرات من المقاتلين الجنوبيين إلى ترْك مواقعهم قبل يومين، والعودة إلى منطقة عكد في محافظة أبين، وخصوصاً بعد مقتل العشرات من رفاقهم.
التقدُّم الأخير في جبهات غرب مأرب يتيح هامشاً واسعاً للجيش و»اللجان» للمضيّ باتجاه البوابة الغربية للمدينة، إذ لم يتبقَّ أمامهما سوى استكمال السيطرة على الطلعة الحمراء وعدد من مناطق تبّة ماهر وإيدات الراء وتبّة السلفيين وتبّة المصارية، لنقل المعركة إلى الأحياء الغربية لمركز المحافظة. وكانت قوات صنعاء، التي أطاحت عشرات الألوية خلال المعارك التي تتحكّم بمسارها منذ عام في محافظتَي الجوف ومأرب، قد تمكّنت، خلال الأيام الماضية، من إفراغ قاعدة صحن الجن العسكرية الواقعة في الأطراف الغربية لمدينة مأرب من أيّ دور عسكري. ووفقاً لمصادر محلية، فقد نقلت وزارة الدفاع التابعة لهادي مقرّها إلى داخل المدينة، بعدما تمّ نقل «غرفة العمليات المشتركة» إلى منطقة العبر، الواقعة بالقرب من منفذ الوديعة الرابط بين اليمن والسعودية شمال محافظة مأرب. وأكدت المصادر نفسها تمكُّن الجيش و»اللجان» من السيطرة على مواقع تابعة للعلم الأسود شمال المحافظة، خلال اليومين الماضيين، ما يقرّبهما من معسكر الرويك الذي تستخدمه القوات السعودية بديلاً من معسكر تداوين شمال غرب مأرب. ونفت مصادر مطلعة، بدورها، تقدُّم قوات هادي باتجاه معسكر اللبنات الواقع في نطاق الجبهة الشمالية للمحافظة، وفي المناطق الحدودية الصحراوية بين مأرب والجوف. وأكّدت أن قوات صنعاء تسيطر على جبلَي اللوذ وذكامة وبير المرازيق والهضبة والعاقر ودحيضة، وهي مناطق محيطة بالمعسكر الذي يُعدّ واحداً من أهمّ معسكرات «التحالف» في مأرب.
المصدر :جريدة الأخبار