البطش: الشهيد سليماني شَكَل رافعة لكل أذرع المقاومة الفلسطينية والإسلامية
اكد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي ان الشهيد قاسم سليماني شَكَل رافعة لكل أذرع المقاومة الفلسطينية والإسلامية.
واعتبر القيادي البطش أن الشهيد سليماني، شَكَل رافعة لكل أذرع المقاومة الوطنية والإسلامية، رافعة لسرايا القدس وكتائب القسام، كما أنه رافعة لشهداء الأقصى وأبو علي مصطفى وألوية الناصر، وكافة أذرع المقاومة، وكذلك لحزب الله وكل عناوين المقاومة في المنطقة.
وقال: "ندرك ونعرف أن هذا الرجل- الشهيد سليماني- المهندس لمحور المقاومة الذي أدرك الأمريكان خطورته ومدى أهميته، وبعد ما رأوا اثره الكبير الذي انعكس في ساحات المواجهة مع العدو الصهيو أمريكي ودعمه للمقاومة الفلسطينية".
واضاف :"نعم فقدانه يؤثر على معنويات الناس، لكن لا يؤثر على المشروع نفسه، سليماني وضع ورفاق دربه من قادة المقاومة في لبنان وفلسطين لبنات محور المقاومة وسيواصلون الطريق والنهج . نعم نفقد القادة لكن لا نغلق الطريق."
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن التهديدات "الإسرائيلية" حاضرة في عقل المقاومة الفلسطينية، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان صهيوني بل سيرى العدو ما لا يسره، إذا شن عدوان أو ارتكب حماقة اغتيال بحق قادة المقاومة حيث ستعيد المقاومة مشهد ردها على اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا دون تردد وقبل زوال غبار ذلك الهجوم.
وأعرب البطش، عن رفضه لقرار السلطة المفاجئ بالعودة لاستئناف العلاقة مع العدو الصهيوني وكسر الموقف الذي اتخذ منتصف مايو /آيار الماضي بوقف كل أشكال العلاقات مع الاحتلال والإدارة الأمريكية، مما أثر سلباً على مجمل العلاقات الوطنية، مُؤكداً أن تأمين الشراكة الوطنية تتم عبر إعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني انطلاقاً من اتفاق 2005 واتفاق 2011 بالقاهرة.
وشدد البطش ، على أن لا مستقبل يرتجى من الرهان على الإدارة الأمريكية الجديدة حيث تعمل لصالح "إسرائيل" كما إدارة ترامب وهو جوهر الوقف الأمريكي والرهان عليه مضيعة للوقت، واصفاً التطبيع العربي بأنه تخلي عن القضية الفلسطينية والانحياز لمعسكر الاعداء لها .
وأكد البطش أن قرار العودة لاستئناف العلاقة مع العدو الصهيوني، أثر سلباً على مجمل العلاقات الوطنية الفلسطينية، بالذات أنه جاء في أعقاب فشل لقاءات القاهرة بين فتح وحماس، مما أرخى بظلاله على الحالة الوطنية وعلى مشاورات استعادة الوحدة وتحقيق الشراكة الوطنية.
وشدد البطش على ضرورة أن لا نستسلم للواقع المرير، قائلاً:"علينا أن نستأنف الجهود من أجل استعادة الوحدة والشراكة، فلا خيار أمامنا كفلسطينيين إلا أن نكون يداً واحدةً، وندير الصراع مع المحتل للوصول لأهدافنا الوطنية، لأن الطريق لاستعادة الوحدة وبقاءها وتحقيق الشراكة الوطنية يتم عبر بناء المجلس الوطني وليس فقط عبر التشريعي.
وقال البطش:" الوطني يمثل كل أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، لذلك نحن نرى أن الشراكة تتحقق فقط من خلال المجلس الوطني وترميم مؤسسات منظمة التحرير على أسس اتفاق 2005 و2011، وليس على ما سواهما فحركة الجهاد لم توقع على وثيقة الوفاق الوطني 2006 ، لكننا نحترم توقيع الفصائل عليها، ولا نقف عثرة أمام من يريد أن يكون جزء من النظام السياسي على أساس تلك الوثيقة، لكن حركة الجهاد الإسلامي ترى أن المدخل للشراكة فقط هو إعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني."
وحول الجهود التي تبذلها حركة الجهاد للعودة لتفاهمات بيروت واجتماع الأمناء العامين، أكد البطش على أن حركته تحافظ على حالة من التواصل بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني، خاصة مع حركة فتح وحركة حماس، وهناك اتصالات تمت بين الأخوة في حركة فتح مع الأمين العام مباشرة في هذا الموضوع، كما أن هناك اتصالات مباشرة مع قادة حركة حماس، بين القائدين المجاهدين أبو طارق النخالة وأبو العبد هنية، وأن التواصل مستمر مع كافة الفصائل الأخرى كالجبهتين وبقية مكونات العمل الوطني على الساحة الفلسطينية،
وحث البطش، كل الأطراف بشكل مستمر على ضرورة استئناف الجهود لإنهاء الانقسام، لافتاً إلى أن التواصل مستمر مع المسؤولين بمصر بحكم المسؤولية القومية لحث السلطات المصرية لمواصلة بذل مجهود أكبر لاستعادة الوحدة الوطنية.
وأضاف:"نحن نأمل أن تستأنف الجهود عما قريب، فعلينا أن لا نستسلم للفتور في العلاقات الوطنية فالرهان على الغرب وحسن نوايا بايدن والإدارة الجديدة مضيعة للوقت ولن يخرج عنهم شيئاً لصالح القضية الوطنية فهم اعداء لها.
واستطرد:"يجب أن نعود لطاولة الحوار والعمل الوطني المشترك من أجل إنقاذ المشروع الوطني، من يريد أن يحمي شعبه ليس أمامه إلا خيار واحد هي الشراكة الوطنية لضمان إدارة الصراع مع المحتل الصهيوني.
وبشأن المقاومة الفلسطينية، شدد البطش على أن المقاومة بكافة أشكالها الشعبية والمسلحة، حاضرة في الميدان ولم تغب ومازالت دماء الشهداء شاهدة تخضب أرض فلسطين في غزة والضفة، لكن في الوقت الذي يقوم فيه شعبنا بالتصدي والاستيطان وانشاء المستوطنات وتعزيز قوة المقاومة من تجهيز وإعداد، يتزامن ذلك مع التطبيع والتنسيق مع العدو الصهيوني للأسف الشديد.
وأكد أن المقاومة رغم قلة الإمكانات والصعوبات التي تواجهها من حصار ومنع مساعدة ومن اتهامات واعتقالات ملاحقات وتضييق على مقدراتها وإمكانياتها تواصل المقاومة مشروعها وتمسكها بالثوابت.
وتابع:"هذا ما تجسده المقاومة الفلسطينية على أرض فلسطين، بالشكل الذي نراه اليوم في قطاع غزة من مقاتلي سرايا القدس وكتائب القسام وباقي أذرع المقاومة أو في الضفة من عمليات بطولية. وحراك جماهيري في قرى الضفة ومخيماتها يزداد في مواجهة الاستيطان والتطبيع"
أما التهديدات "الإسرائيلية" لقطاع غزة ووضع سيناريوهات الحرب المقبلة على مستوى الإقليم في غزة والعراق وإيران سوريا، فأكد أنها حاضرة في وجدان المقاومة وعقل رجال المقاومة بالميدان من قادة سرايا القدس وكتائب القسام وكل فصائل المقاومة.
وقال البطش:"لا يغيب عن بالنا مثل هذا السيناريو، وفي كل لحظة نهيئ أنفسنا كقادة المقاومة وعناصر لها لخوض اي معركة قادمة، و"إسرائيل" تدرك أن بإمكانها أن تفتح معركة وتبدأها، وبإمكانها أن تختار وقت البداية ولكنها تعرف أن المقاومة الفلسطينية بالذات في قطاع غزة بإمكانياتها المتواضعة تستطيع أن تجر "إسرائيل" لمعركة طويلة يدفع فيها المستوطنون في مختلف المدن الصهيونية المحتلة، أثمان باهظة، فحسابات المعركة ليست كحسابات المحللين لدى الكيان ".
وتابع:"في الوقت الذي يهدد فيه العدو الصهيوني الشعب الفلسطيني، بالاجتياح نؤكد أن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي امام أي عدوان، وسيرى ما لا يسره، فنحن نتمنى السلامة والاستقرار لشعبنا ، لكن لن نتردد لحظة واحدة في القيام بواجبنا تجاه شعبنا لمواجهة تغول المحتل الصهيوني."
وبشأن تصاعد وتيرة الاستيطان، وصف البطش شرعنة البؤر الاستيطانية من قبل الحكومة "الإسرائيلية" والكنيست الإسرائيلي، ومن قبل الإدارة الأمريكية التي مثلها بومبيو في زيارته الأخيرة للمستوطنات أنها آخر أوراق بلطجة ترامب التي يحاول أن ينجزها قبل رحيله من البيت الأسود لصالح شريكة نتنياهو .
وأوضح، أن ترامب يُحاول في الأيام القليلة المتبقية أن يحقق كل ما يريده نتنياهو وفي مقدمتها شرعنة الإدارة الأمريكية الاستيطان، حتى تبقى ورقة ثقيلة أمام أي جهود فلسطينية سواء على مستوى المقاومة على الأرض أو على مستوى النشاط السياسي، الذي قد تبذله بعض الدول العربية والإسلامية والسلطة الفلسطينية، بمعنى أن الاستيطان يجب إزاحته عن أي محاولة لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كما سعى ترامب بإخراج القدس وازاحتها عن جدول اعمال الاجندات السياسية للجهات التي تؤمن بالتسوية او السلام معه، بمعنى أن أمريكا أقرت الاستيطان في الضفة المحتلة والقدس عاصة إسرائيل.
ولفت البطش إلى أن هاتين النقطتين لأي مطبع عربي وكل فريق يسعى لاستئناف جهود التسوية سواء عبر مؤتمر دولي أو غيرة فعليه اولا أن يقبل موقف الإدارة الأمريكية من القدس والاستيطان، مستدركاً: "لكن رحيل المجرم ترامب قد يخفف من ثقل الحراك السياسي في المنطقة لأن الديمقراطيين في البيت الأبيض حريصون على إرسال إشارات للعرب برغبتهم بالعودة لحل الدولتين وإعطاء قبلة حياة مرة أخرى للمنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها. دون أن يقوم بايدن بإلغاء قرار ترامب أبداً بشان القدس، والطريق لمواجهة كل ذلك فقط بالمقاومة والوحدة الوطنية."
وشدد البطش على أن الوحدة الوطنية هي مفتاح البدء وكلمة السر، فبها نستأنف الفعل والحراك الشعبي والانتفاضة الشعبية ونقاوم الاستيطان على الأرض بالضفة المحتلة، وبدون ذلك تصبح الجهود قليلة مبعثرة.
وأضاف البطش:"على أي الحالات سواء تحققت الوحدة الوطنية أو لم تتحقق فالمطلوب اليوم وطنياً من أبناء شعبنا في الضفة وقطاع غزة، البدء بانتفاضة حقيقية فى مواجهته في رام الله وجنين والخليل ونابلس إلا مواجهة الاستيطان والتضييق عليه."
ودعا البطش، إلى التحرك الشعبي والخروج في مسيرات لمواجهة الاستيطان وكل مشاريع التهويد، حيث لا نراهن على أي خيار آخر، هذا هو الطريق لوقف الاستيطان بالمواجهة على الأرض من قبل أبناء شعبنا.
وحدد البطش معالم مستقبل العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جون بايدن مؤكداً أنه لا مستقبل للعلاقة مع الإدارة الأمريكية، فالعلاقة تقوم على التوازن، أو المصلحة، وليس هناك توازن بين الإدارة الأمريكية وأي مكون عربي في المنطقة والاقليم، لا على المستوى السياسي أو المصلحة المتبادلة، أو المستوى العسكري، وبالتالي ستكون الغلبة لهم اذا احتكمنا لرغباتهم فالإدارة الأمريكية اليوم تعلن عن نفسها حليف لـ"إسرائيل" تحقق له مصالحه وأهدافه، فالعلاقة مع الإدارة الأمريكية عداء وليس انسجام أو تعاون.
وقال:"ما قامت به الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب لم يقم به أحد في التاريخ أن تنتزع عاصمة لشعب تحت الاحتلال لتهديها لدولة احتلال ، إدارة بايدن كإدارة ترامب، هذه الإدارة ناعمة وتلك إدارة خشنة، تتحدث بلغة القوة والبلطجة، وهذه تتحدث بلغة دبلوماسية ناعمة، ولكن كلاهما لن يعط الفلسطينيين شيئاً".
واستطرد: "منذ عام 1977 أي من عهد الرئيس كارتر الذي بدأ بمشروع التسوية والسلام وصولاً لآخر رئيس أمريكي وهو ترامب، هذه الإدارات جميعاً محدد لها دور مفاده الحفاظ على بقاء "إسرائيل" في ذروة قوتها وتحقيق مصالحها وأمنها على حساب كل المنطقة والاقليم ولن يتغير الدور الأمريكي، فقط يتغير ملامح الخطاب السياسي وبعض آليات الاتصال وأشكال المشاريع السياسية، لكن جوهر الموقف الأمريكي واحد، فهو داعم لـ"إسرائيل" ولن يتغير جوهره إلا بتغير موقف العرب والمسلمين معه، فعندما تدرك أمريكا أن مصالحها مهددة، وأن هناك قوى عربية وإسلامية قادرة على إحراجها، تغير من قناعتها.
واستدرك القيادي في حركة الجهاد حديثه:" لكن حتى اللحظة إدارة بايدن لن تتجاوز إدارة ترامب مطلقاً في الشأن المتعلق بالصراع مع المحتل الصهيوني، بلا شك ستكون حليفة أمينة لهذا الكيان، ولن نعلق آمال، ولم يسبق لنا أن علقنا آمال من قبل على أي إدارة أمريكية في مساعدتنا والاعتراف بحقوقنا، فإدارة أمريكية جمهورية متطرفة لصالح "إسرائيل" تخلفها إدارة أمريكية ديمقراطية تعمل لصالح "إسرائيل" دون تطرف كلاهما يخدم "إسرائيل".
وفيما يخص التطبيع، فوصفه القيادي البطش بخنجر مسموم في خاصرة الشعب الفلسطيني وانصراف عن دعم ومساعدة القضية الفلسطينية، وتخلي عن مشروع تحرير القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويعكس جوهر موقف هذا النظام أو ذاك، من اعترافه بالعدو وشرعنة وجوده على أرض فلسطين في ظل نقل السفارة الامريكية للقدس ، وهو ما حدث مع بعض الأنظمة العربية وبالذات بعض دول الخليج ( الفارسي ) مؤخراً.
وشدد البطش، على أن الطريق لمنعه لوقفه، وللحد من خطورته يتمثل في استعادة الوحدة الوطنية وانطلاق العمل الوطني، والانتفاضة الفلسطينية في الأرض المحتل، لإفشال العدو، ومنعه من تحقيق مشاريعه وإظهار الحقيقة أمام الجمهور العربي بأن من يطبع مع الكيان يقدم له العون والمدد في قمع الشعب الفلسطيني، وتدنيس المقدسات.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، أن العلاقات مع العدو يمثل مداداً ومظلة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ولمنع التطبيع، دعا البطش إلى إنهاء كل أشكال العلاقة مع العدو، وسحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، والخروج من اتفاق أوسلو، وضرورة وقف كل تداعيات التسوية مع العدو الصهيوني، والعمل والتحضير لانتفاضة شعبية في الضفة وغزة في وجه الاحتلال حتى يتم افشال مسار التطبيع والاستيطان والضم للأرض الفلسطينية من قبل العدو الصهيوني.
ورأى أن الاتفاقات الأمنية ومحاولة تشكيل محور عربي إسلامي مع الكيان في مواجهة الحق الفلسطيني والدول التي تدعم القضية الفلسطينية، مبنيٌ في الأساس على الاعتراف بشرعية المحتل والتنكر للحق الفلسطيني .
وتابع:" نحن نعرف أن الدول التي اعلنت التطبيع مع "إسرائيل" كانت تطبع منذ زمن بعيد .لكن الاعلان الان في وقت تعلن فيه "إسرائيل" ضم القدس واعتراف أمريكا بها عاصمةً لـ"إسرائيل"، وفي ظل مرحلة يعلن فيها بومبيو أن المستوطنات شرعية، وبالتالي كل من يذهب للتطبيع مع العدو الصهيوني يذهب وهو يقرر في داخله أن القدس ليس للعرب والمسلمين ولكنها عاصمة للكيان."
ومع استقبال فلسطين لعام جديد، قال البطش:"شعبنا يستقبل العام الجديد كعادته بالألم والأمل، بالألم الذي يصاحبه منذ نكبة عام 1948، وهو ألم فقدان الشهداء والجرحى والاسرى جراء العدوان والاحتلال والتهجير والحصار والتهويد والاستيطان وسلب الأراضي واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وألم الحصار والانقسام وعدم إنهائه.
واستدرك: "لكن الألم يرافقه الأمل في استعادة الأرض والعودة لفلسطين وانهاء الاحتلال وانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية، وتحرير مسرانا من دنس الاحتلال، لا يفارقنا هذا الأمل ولا ننسى الألم الذي يسببه لنا الاحتلال والعدوان على أرض فلسطين، خاصةً ونحن نعيش قلة النصير من أمتنا العربية التي يطبع بعضها مع من يدنس مسرى وقيامة أنبيائها عليهم السلام.