فصائل المقاومة العراقية تحذر أمريكا من المراوغة في الانسحاب من العراق
حذرت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، السبت، الولايات المتحدة الامريكية، من المراوغة في الانسحاب من العراق، مؤكدة أنهم سيدفعون الثمن غاليا.
ادناه نص البيان:
“بعدَ مُسلسلِ الأعمالِ الإجراميّةِ التي قامت بها الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيّةُ في الاعتداءِ على العراقِ؛ من قصفِ معسكراتٍ للحشدِ الشعبيّ، وقتلِ أبنائه الذينَ كانُوا يُرابِطونَ على الحدودِ معَ سوريا دفاعًا عن العراقيّينَ، والاعتداءِ على المنشآتِ المدنيّةِ، وقتلِ المدنيّينَ، وتسهيلِ مُهمّة الطائراتِ الصهيونيّةِ لاستهدافِ مقرّاتِ الحشدِ؛ فضلاً عن جريمتِها الكُبرى باغتيال قادةِ النصرِ على الإرهابِ -الشهيدُ القائدُ قاسم سليمانيّ، والشهيدُ القائدُ أبو مهدي المهندسُ، ورفاقهما الذين استشهدوا معهما- وبعدَ أن نَفَتِ الحكوماتِ العراقيّةِ المتعاقِبَةِ وجودَ قوّاتٍ عسكريّةٍ أجنبيّةٍ قتاليّةٍ على الأرضِ العراقيّة؛ وهو ما أكّدتهُ الإدارة الأمريكية التي كانت تُصرّح بأنّ دورَ قُوّاتها مقتصرٌ على المُستشارينَ الفنيّينَ، وتنفِي وجودَ أيّةِ قُوّاتٍ مُقاتِلةٍ في العراقِ لِمَا في هذا الأمرِ من حاجةٍ إلى موافقة البرلمان العراقيّ عليهِ، ومثلُ هذا الأمرِ لم يحصُلْ مُطلقًا ؛ صارَ الكلامُ مؤخراً عن وجودٍ عسكريٍّ قتاليٍّ أمريكيٍّ، وقواعدَ جويّةٍ على الأرضِ العراقيّةِ مُسَلّماً به ومفروغًا مِنه .
ومِن أجلِ تصحيحِ هذا الوضعِ الشاذِّ والمنحرفِ أصدَرَ مجلسُ البرلمانِ العراقيّ قراراً يُلزمُ الحكومةَ بإخراجٍ فوريٍّ للقوّاتِ الأجنبيّةِ من الأراضِي العراقيّةِ، وأعقبَ ذلك خروجُ العراقيّينَ في تظاهرةٍ -تُعد الأكبَرَ في تأريخِهِم- تأييداً لقرارِ البرلمانِ، ولكن -وكما هو معروفٌ ومجرَّبٌ- لم تلتفت الإدارةُ الأمريكيّةُ التي لا تعرفُ إلّا لغةَ القوّةِ إلى هذا الخُطُواتِ السلميّةِ، لهذا أخَذَ بعضُ إخوانِكم المجاهدينَ في مقدّماتِ أعمالهم المُقاوِمَةِ مستخدمينَ الإمكانيّاتِ البسيطةِ كخُطوةٍ أولَى في طريقٍ طويلٍ خطّطُوا له.
وعلى الرغمِ من مُحاولاتِ الجهاتِ المشبوهَةِ لِخَلطِ الأوراقِ، ولتشويهِ حقيقةِ العملِ المقاوُمِ ودِقّتِهِ، و على الرغم من عدمِ استخدامِ الإمكانيّاتِ الحقيقيّةِ التي تمتلِكُهَا فصائلُ المقاومةِ إلا أنّ المُحتلَّ الأمريكيَّ أخَذَ يَئِنُّ، ولم يستطِع الاستمرارَ في تحمّلِ هذه الضربات فلجَأ الى ورقةِ الحربِ النفسيّةِ، لتغييرِ قناعاتِ المجتمعِ العراقيّ من طريقِ التهديدِ بالتداعياتِ السياسيّةِ والاقتصاديّةِ التي يمكنُ أن تلحَقَ بالعراقِ إذا ما أُغلِقَت سِفارَتُه.
ووجدَ المُحتلُّ نفسَه غيرَ قادرٍ على حمايَةِ جنودِهِ حتّى في قواعِدِه المُحصّنةِ بأحدَثِ أنظمَةِ دفاعاتِه الجويّةِ، لذلكَ أخذَ يرسلُ الوَسَاطاتِ من أجلِ إيقافِ عملياتِ المُقاومةِ ولو إلى حِين.
رِسَالتُنَا إلى الإدارةِ الأمريكيّة
عَليكُم أن تَعلمُوا أنّ في العراقِ رجالاً لن يسكُتُوا على الضَيمِ، ولن يوافِقُوا على بقاءِ قواتٍ أجنبيّةٍ تُدَنّسُ أرضَهَم الطاهرةَ، وأن مصلحةَ شعبِهِم وكرامتِه، ودولتِهم وسيادتِها مُقدَّمةٌ على كلّ شيء، وأنّهم مستعدونَ لأن يقدّمُوا أرواحَهم الغاليةَ رخيصةً من أجلِ ذلك.
وفي الوقتِ الذي نُعطِي فيهِ للقوّاتِ الأجنبيّةِ فرصةً مشرُوطَةً – احترامًا للجُهُودِ الطيّبَةِ التي قامَت بِها بعضُ الشخصيّاتِ الوطنيّةِ والسياسيّةِ- بوضعِ جدولٍ زمنيٍّ “محدودٍ ومُحَدّدٍ” لتنفيذِ قرارِ الشعبِ، ومجلسِ النُّوَّابِ، والحكومةِ القاضي بإخراجِها من البلادِ؛ نُحذّرُ الأمريكانَ تحذيرًا شديدًا من مغبّةِ المراوغةِ والمماطلةِ والتسويفِ في تحقيقِ مطلبِ الشعبِ الأوّلِ؛ والا سَنضطَرُّ حينَها إلى الانتقالِ إلى مرحلةٍ قتاليّةٍ متقدِّمةٍ مستفيدينَ من إمكانيّاتِ المقاومةِ "كمّاً ونوعاً" وستدفعونَ الثمنَ مضاعَفاً، وستُمرّغُ أُنُوفُكُم في التُرابِ كما مُرّغَت من قبلُ وأنتُم صاغِرونَ، "وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا".