السيد الحوثي: العدو الإسرائيلي يمثل خطرا على الأمة بكلها ولا تقتصر خطورته على الجانب العسكري والأمني

Image

شدد قائد انصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على أن هو يوم القدس العالمي، الذي أعلنه ودعا إليه الإمام الخميني، مناسبة مهمة على المستوى التوعوي والتعبوي للأمة، لاستشعارها للمسؤولية، وتذكيرها بواجبها الكبير تجاه قضية من أهم قضاياها. وفي كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي، اوضح السيد الحوثي أن يوم القدس فرصة مهمة للحديث عن هذه القضية من حيث الخطورة، ومن حيث التذكير بالمسؤولية، ومن حيث الرؤية اللازمة التي ينبغي أن تتحرك على ضوئها الأمة بحسب مسؤوليتها، وبحسب مستوى الخطورة عليها من جانبٍ عدوٍ لدود، هو: العدو الإسرائيلي. وأكد السيد الحوثي أن المشكلة مع العدو الصهيوني، لا تقتصر على الإطار الجغرافي الذي يتواجد فيه حالياً، فهو “يشكِّل تهديداً على مقدسات معينة، حتى بهذا المستوى، حتى لو كانت النظرة محدودةً على هذا النحو، فالقضية تمثِّل أهميةً كبيرة في موقعها من مسؤولية الأمة الدينية، والتزاماتها الدينية؛ لأننا نحن المسلمين في ثقافتنا، في التزاماتنا الإيمانية الدينية، نعتبر أنَّ أيَّ جزءٍ من أبناء الأمة على المستوى الجغرافي: أرض معينة من بلاد المسلمين، أو أيَّ جزءٍ من الأمة نفسها: منطقة معينة، سكان بلد معين اضطهدوا وهم ينتمون للإسلام، فنحن كمسلمين نتحمل مسؤوليةً في وجوب أن نسعى ونعمل إلى طرد العدو من أي بقعةٍ من بقاع العالم الإسلامي يحتلها، حتى ولو كانت شبراً واحداً.” وشدد السيد الحوثي على أن” في نفس الوقت العدو الإسرائيلي يمثِّل خطراً كبيراً على الأمة بكلها، في كل أقطارها، وفي شتى بلدانها، ولا تقتصر خطورته وشره على أنه يظلم بعضاً من الأمة، والأمة بالفعل تتحمل مسؤوليةً للتعاون معهم، بل خطورته تعم الأمة بكلها، وخطورة كبيرة، لا تقتصر على مستوى التهديد العسكري، أو التهديد الأمني، بل هي تتعدى ذلك”. وقال السيد الحوثي إنه “ليس هناك توجه واضح وبارز على المستوى الرسمي والشعبي في الأمة الإسلامية لدى أغلب أبناء الأمة- والاستثناء هو القليل- في أن يدرسوا هذه المشكلة جيداً، وأن يبحثوها بحسب حجمها وأهميتها وبجدية كبيرة، فيخرجوا برؤية واضحة، يتحركون على ضوئها في هذه القضية، وبحسب مسؤوليتهم عنها، هذا شيءٌ غائب، ليس هناك حتى في هذه النقطة التي تفترض أن تكون هي الخطوة الأولى التي ركَّزت عليها الأمة تجاه هذه القضية، هذا غائب”. وأشار السيد الحوثي إلى ان جزءٌ من أبناء الأمة وقفوا أيضاً المواقف الإيجابية والجيدة بحسب التقييم العام، فاتجهوا في البداية إلى التصدي للخطر الإسرائيلي، والمواجهة مع العدو الإسرائيلي، وكان توجههم توجهاً برؤية ناقصة، اهتمام على المستوى العسكري فحسب، وبنواقص كبيرة، حتى على مستوى ما يضمن نجاح الخيارات العسكرية، والأداء العسكري، فاتجهت مثلاً في مراحل معينة من تاريخ هذه الأمة بعض من الأنظمة العربية والجيوش العربية وخاضت حرباً عسكرية ضد إسرائيل، ولكنها فشلت، وهزمت في تلك الحروب العسكرية وللأسف. وتابع السيد الحوثي “نجد مثلاً الفارق الكبير بين الأداء العسكري للجيوش العربية التي خاضت في مراحل معينة مجتمعةً المعركة مع العدو الإسرائيلي، والفارق مثلاً في أداء حزب الله في لبنان، أو المقاومة في غزة، في مستوى الأداء العسكري، والفاعلية في هذا الأداء على المستوى العسكري، بالرغم من الفارق الكبير جدًّا على مستوى الإمكانيات والعدد والعدة، ولكن هذا يوضِّح لنا كيف أنَّ الخيار العسكري والأداء العسكري حتى هو بحد ذاته لم ينطلق على أساس رؤية تساعده على النجاح، وتجعل منه خياراً ناجحاً وفاعلاً.” واشار السيد الحوثي إلى أن “السيد حسين بدر الدين الحوثي لاحظ على أنَّ معظم التعاطي من أبناء الأمة، والتفاعل والتعامل مع هذه القضية، يبتعد إلى حدٍ كبير عن مسألة العودة إلى القرآن الكريم، بل غابت إلى حدٍ كبير عملية الدعوة إلى العودة إلى القرآن الكريم؛ للاستفادة منه، والاهتداء به في مواجهة هذه المشكلة، وهذه ملاحظة مهمة، وملاحظة بارزة، وملاحظة خطيرة جدًّا؛ لأن الشيء الطبيعي المفترض بهذه الأمة وهي أمة تنتمي للإسلام، وأهم وأعظم ما لديها ككتاب هداية ومصدر هداية هو القرآن الكريم، وكان الشيء الطبيعي أن تعود إليه، وأن تستفيد منه”. ودعا السيد الحوثي إلى ان تكون امتنا الاسلامية أمةً منتجة، ومقتدرة، وممتلكة للاكتفاء الذاتي، وأمة تبني اقتصادها داخلياً، ولا تحوِّل نفسها إلى سوقٍ استهلاكي لصالح أعدائها، على المستوى العسكري: كيف نتجه على المستوى المعنوي والإيماني، وعلى مستوى امتلاك القدرات والخبرات اللازمة لخوض هذه المعركة، وكيف يكون الموقف من العدو موقفاً واضحاً. وأشار السيد الحوثي إلى “الإيجابية الكبيرة والفاعلية الملموسة لأداء حزب الله في لبنان، لأداء المقاومة الإسلامية في غزة، ولأداء أحرار الأمة، ونجد أيضاً مدى خوف العدو من إيران (الجمهورية الإسلامية في إيران)؛ لانطلاقتها الإيمانية، وموقفها الواضح والمعلن”. وأكد السيد الحوثي “موقفنا الثابت والراسخ والمبدئي، والتزامنا الديني والأخلاقي في نصرة الشعب الفلسطيني، في الموقف من العدو الإسرائيلي بما يشكِّله من خطورة على الأمة بكلها، في تمسكنا بهذا الحق الذي هو حقٌ للأمة بكلها في مقدساتها في فلسطين، وأيضاً نؤكِّد على موقفنا المستعد دائماً لكل الخيارات وبسقفٍ عالٍ في مواجهة العدو الإسرائيلي في أي أحداثٍ مستقبلية.”