السيد الحوثي: العدو الاسرائيلي هو عدو للامة بأكملها

Image

جدد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عرضه بخصوص إطلاق سراح المختطفين الفلسطينيين لدى النظام السعودي، مقابل إطلاق سراح طيار وأربعة ضباط وجنود سعوديين، معلنا رفع مستوى الصفقة إلى طيارين إثنين وتسعة ضباط وجنود سعوديين.
وأكد السيد الحوثي خلال كلمته أن الشعب اليمني "أعلن بكل وضوح أنه حاضر جنبا الى جنب مع احرار الامة ومحور المقاومة"، و"الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وأحرار الامة ضد العدو الاسرائيلي".
واعتبر قائد أنصار الله أن يوم القدس مناسبة تذكر الامة بمسؤوليتها تجاه القضية الاولى القضية الفلسطينية، مستذكرا الشهيد قاسم سليماني "الذي قدم الكثير وعمل الكثير دعما للشعب الفلسطيني".


وفي ما يلي نص الكلمة الكاملة:

"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدالله رب العالمين القائل في الذكر الحكيم "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، وأشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين، واشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صلي محمد وال محمد وبارك على محمد وال محمد كما باركت وصليت وباركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.

ان يوم القدس العالمي الذي اعلنه ودعا اليه الامام الخميني مناسبة مهمة تذكر الامة بمسؤوليتها تجاه القضية الاولى القضية الفلسطينية وتساهم في رفع الوعي لدى شعوب الامة تجاه الخطر الاسرائيلي وتهيء الفرصة تجاه تحرك عملي جاد نحو تطهير وتحرير أرض فلسطين والاراضي المحتلة واستعادة المقدسات وانقاذ الشعب الفلسطيني.

ونحن في هذه المناسبة نؤكد على موقف شعبنا اليمني المسلم في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وأحرار الامة ضد العدو الاسرائيلي الغاصب والمنتهك لحرمة المقدسات وعلى رأسها المسجد الاقصى الشريف والمحتل للارض والمضطهد للشعب الفلسطيني ، وان موقفنا هذا هو التزام ديني واخلاقي وانساني وهو الموقف السليم والصحيح والطبيعي الذي يجب ان يقفه كل مسلم ضادق وكل انسان حر غيور. فالعدو الاسرائيلي هو عدو للامة بأكملها ويمثل خطرا على الامن والاستقرار العالمي وهو ينتهك حرمة المقدسات لما تمثله من اهمية دينية ورمزية ويشكل تهديدا فعليا لها وعلى رأسها المسجد الاقصى الشريف اولى القبلتين ومسرى خاتم الانبياء الرسول محمد (ص) كما انه يحتل بلدا إسلاميا ويقتطع اجزاء أخرى من بلدان مسلمة أخرى ويظلم شعبا بأكمله بكل أنواع الظلم من قتل وتشريد وسجن واغتصاب للارض والممتلكات وهتك للاعراض وتدمير للمساكن والمزارع واقتلاع لاشجار الزيتون واضطهاد ديني وصل الى وضع قيود ومقايضات على اقامة الشعائر الدينية وفي مقدمتها الصلاة ورفع الاذان لها عبر مكبرات الصوت، واصبحت هذه الجرائم الفظيعة ممارسات يومية يمارسها العدو الاسرائيلي وضد شعب هو جزء من أمتنا الاسلامية، إضافة الى الحصار الظالم المطبق لاخوتنا الفلسطينيين الاحرار في قطاع غزة ما ينتج عنه من معاناة وما يلحق به من غارات جوية وقصف واعتداءات اجرامية.

ان قضية بهذا الحجم ومظلومية لهذا المستوى إنما تحتم المسؤولية الدينية والاخلاقية والانسانية تحديد موقف مسؤول وحاسم ومعلن وصريح وواضح وعملي تجاهها، وان شعبنا اليمني بهويته الايمانية التي نال فيها الشرف الكبير فيما روي عن رسول الله انه قال "الايمان يمان والحكمة يمانية"، اعلن بكل وضوح انه حاضرا جنبا الى جنب مع احرار الامة ومحور المقاومة وبسقف عال للمواقف العملية على كل المستويات وبكل الخيارات المتاحة نصرة للمسجد الاقصى الشريف والمقدسات والشعب الفبسطيني ومجاهديه الابطال في كل الفصائل الفلسطينية المقاومة".

كما اننا نستنكر وندين كل مساعي وخطوات التطبيع التي يقوم بها البعض وعلى رأسه النظام السعودي مع العدو الاسرائيلي بكل أشكالها ونعتبرها من الولاء المحرم شرعا الذي بلغت حرمته الى قول الله تعالى "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ"، وقوله تبارك وتعالى "لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ". وقوله تعالى "شِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا".

ندعو امتنا الاسلامية الى العودة الى القرآن الكريم والاحتماء بنوره من كل مساعي التضليل والاهتداء به في مسيرتها العملية كمشروع عملي عظيم يرتقي بها الى مستوى مواجهة التحديات، وندعو الى نشر الوعي في اوساط شعوب الامة الاستنهاض لها ضمن برامج عملية تحصنها من الاختراق والاستقطاب، إضافة الى خطوات عملية كالمقاطعة للبضائع الامريكية و الاسرائيلية والهتافات المناهضة للسياسات الامريكية والمعادية للعدو الاسرائيلي ودعم حركات المقاومة وتوجيه الوسائل والانشطة الاعلامية للتصدي للتطبيع ونشر الوعي واستنهاض الامة لتكون منابر توعية وتعبئة.

كما نجدد عرضنا الذي اعلناه سابقا بخصوص اطلاق سراح المختطفين الفلسطينيين لدى النظام السعودي مع اضافة استعدادانا برفع مستوى الصفقة بإضافة طيار آخر و 5 ضباط وجنود اخرين من الاسرى السعوديين لدينا، وننصحه بالاستجابة لهذا العرض على الاقل من اجل طياريه وضباطه وجنوده، كما أننا في هذه المناسبة نستذكر شهيد القدس القائد المجاهد الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي قدم الكثير وعمل الكثير دعما للشعب الفلسطيني وبركات المقاومة وكان السبب الرئيس في اغتياله دوره الفاعل والمحوري في ذلك وما يمثله في دور مهم في التصدي للعدو الاسرائيلي والهيمنة الامريكية والوقوف الى جانب شعوب المنطقة ومظلوميتها.

نسأل الله تعالى ان ينصر امتنا الاسلامية على اعدائها ويوفق شعوب امتنا للقسام بواجبها والنهوض بمسؤوليتها والتحرك بمال يرضي الله تعالى وما يحقق الخير والعزة والاستقلال لهذه الامة".