الخزعلي: إنهاء الوجود الأمريكي وزوال الاحتلال مسألة حتمية
أكد الامين العام لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي أن ضرر الكيان الإسرائيلي أصاب العالم العربي والإسرائيلي ولم يقتصر على الفلسطينيين وفلسطين.
واعتبر الشيخ قيس الخزعلي أن أن العراق في مقدمة الدول التي يكن لها الاحتلال الإسرائيلي العداء لاسباب دينية وعقائدية.
ووصف الشيخ الخزعلي اغتيال الشهيدين المهندس وسليماني بالجريمة الكبرى في هذا العصر، مؤكدا أنه كان بتنفيذ أمريكي لكن بقرار إسرائيلي بإمتياز. ورأى أن إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق والمنطقة هو امر حتمي و"هو الوعد الذي نعده ونتعهد به".
وتابع بأن "زوال الاحتلال الإسرائيلي من أرضنا العربية وقدسنا الإسلامية بعد انتهاء الوجود العسكري الامريكي الحتمي هو مسألة حتمية كذلك".
وفي ما يلي نص الكلمة كاملة:
"يمر علينا يوم القدس وبلدنا العراق الحبيب ودول المنطقة العربية والاسلامية بل والعالم أجمع يعيش ظروفا وتحديات خاصة بل ومتقدمة في مسألة الصراع بين الحق والباطل، هذه المعركة التي تتجلى اوضح معالمها في قضية فلسطين الخالدة.
القضية الفلسطينية التي عاشت في ضمير الأمة الاسلامية منذ بدء المشروع الإستكباري ومحاولة زرع الصهونية في جسد أمتنا العربية والاسلامية وإلى الآن، وشهدت خلال هذه المدة مواقف وتضحيات خالدة من كل إنسان عربي مسلم غيور على عروبته وإسلامه. وكان في مقدمة تلك المواقف والتضحيات مواقف وتضحيات علمائنا على طول تاريخ القضية الفلسطينية منذ يومها الاول والى يومنا الحاضر وكان من ضمن هذه المواقف الخالدة الموقف الذي صدر من آية الله العظمى السيد الشهيد محمد الصدر عندما أفتى بشرعية العمليات الاستشهادية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي وعندما صرّح بان الثورة الفلسطينية وإن كانت ثورة الشعب الفلسطيني الا انها ثابتة في ذمم المسلمين جميعا بمختلف مذاهبهم اتجاهاتهم ودولهم لكي يكونوا يدا واحدة ومتعاونين دوما على الفعالية والجهاد ضد أعضاء الله والإسلام.
طبيعة هذه المواقف هو ما أسسه آية الله العظمى السيد الموسوي الخميني بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران من اعلان الجمعة الاخيرة من شهر رمضان يوما للقدس والقضية الفلسطينية، فكان هذا الاعلان بمنزلة تجديد الذكرى لهذه القضية وتذكير العالم اجمع بها واستدامة المعنويات لاستمرار العمل المقاوم لتحرير القدس والقضاء على هذه الغدة السرطانية.
ومن المهم التفكير بأن هذا الكيان المعتدي لم يكن ضرره مقتصرا على فلسطين والشعب الفلسطيني وانما ضرره لكل العالم العربي والاسلامي، وما تواجده في فلسطين الا ذريعة لتحقيق هذا الهدف، لان العدو يؤمن ويعتقد ومن منطلقات دينية وعقائدية على حقه في السيطرة واحتلال جزء كبير من الاراضي العربية وشعاره التوراتي هو "من الفرات الى النيل، بلدكم يا بني إسرائيل"، هذا الشعار هو شعار مضمن الى علمهم الذي يرفعون ومترجم الى خطوات عملية على الارض في تهديد وضرب وحدة وأمان الدول العربية والاسلامية، وكان في مقدمة الدول التي يكن لها هذا العدو العداء هو العراق الحبيب لاسباب دينية وعقائدية كما ذكرنا، منها أن هذا البلد وهذا الشعب كما هم يعتقدون كان السبب في القضاء على دولتهم وتدمير هيكلهم المزعوم سابقا وأن هذا البلد وهذا الشعب سيكون السبب في القضاء على دولتهم وتدمير هيكلهم المزعوم سابقا وان هذا البلد والشعب سيكون هو سبب دمار دولتهم الحديثة، لذلك قضة الصهاينة مع العراق هي قصة طويلة بدأت منذ زمن طويل وكان من ضمنها وليس كلها الاشارة الى الاحتلال الامريكي وتدمير البنى التحتية للدولة العراقية، وحل الجيش العراقي وإلغاؤه، والعدو الى الان وبعد ان مكروا مكرهم وارادو تقسيم العراق نهائيا من خلال صنيعتهم وصنيعة الولايات المتحدة الامريكية داعش، واستطاعت هذه الصنيعة ان تحتل ثلث مساحة العراق، لكن استطاع العراقيون بهمة الشعب العراقي وفتوى المرجعية الدينية ووجود فصائل المقاومة الاسلامية الايرانية استطاعوا ان يقفوا أمام هذا المشروع الخبيث ويتصدوا له ويفشلوه. وكانت نتيجة الانتصار أن عاد العراق قويا وعاد جيشه وقواته المسلحة قوية كذلك، واضيف الى قوتها اهذا الوجود المقدس الا وهو الحشد الشعبي.
لذلك فقد قام العدو الصهيوني بقصف مقرات الحشد الشعبي تحت غطاء الولايات المتحدة الامريكية التي يفترض ان مسؤوليتها توفير الحماية للاجواء العراقية، ومن ثم قامت الولايات المتحدة الامريكية راعية الارهاب في العالم ومؤسسة القاعدة وداعش بإعتراف المسؤولين الامريكيين أنفسهم، قامت بنفسها بتنفيذ الجريمة الكبرى في هذا العصر الا وهي اغتيال قائد الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس ومعه رفيقه في الجهاد قائد المقاومين وعز المجاهدين الحاج قاسم سليماني.
صحيح أن من قام بعملية الاغتيال هو الولايات المتحدة الامريكية ولكن القرار كان قرارا اسرائيليا بإمتياز، لانه وبساطة ليس من مصلحة أمريكا ان تقوم بهذه العملية وتعرض قواتها ومصالحها في العراق والمنطقة الى الخطر فعلا كما حصل بعد عملية الغدر هذه وانما المصالح الاسرائيلية هي التي تستدعي اغيتال الحاج سليماني لانه كان مصدر التهديد الاول لها والسبب الرئيسي لدعم العمل المقاومة ضدها في أي مكان في العالم وكانت الادارة الامريكية تظن أن بفعلتها هذه ستخفت لهيب المقاومة، ولم تعلم أن دماء الشهداء هي وقود لهذه النهار المباركة، وأن دماء الحاج سليماني والحاج المهندس ستحول هذا النار الى جهنم تقضي على مصالحهم وتدمر مشاريعهم.
ايها الاحبة والمقاومون، يا جماهير المقاومة في كل مكان، إن مسألة إنهاء الوجود العسكري في العراق والمنطقة هي مسألة حتمية وهي الهدف الذي من أجله جاهد الحاج سليماني والحاج المهندس وكل شهداء الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية الذين ساروا على هذه الطريق وهي الوعد الذي نعده ونتعهد به وهي الوفاء المطلوب امام دماء الشهداء، وأن مسألة زوال الاحتلال الاسرائيلي من ارضنا العربية وقدسنا الاسلامية بعد انتهاء الوجود العسكري الامريكي الحتمي هي مسألة حتمية كذلك وهي امنية التي من أجلها استشهد الحاج سليماني وكل الشهداء في العالم".