القواعد الأميركية في #سوريا

Image

لم يكن التدخل الأمريكي في الأزمة السورية خافيا على احد...حيث برز من خلال مسارين اساسيين، الأول عبر الدعم السياسي والتسليحي للجماعات الإرهابية، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق حلفائها الإقليميين (تركيا، ودول الخليج، والعدو الإسرائيلي ..)، فيما المسار الآخر كان عبر إنشاء قواعد عسكرية غير شرعية على الأرض السورية.

وأسست الولايات المتحدة ما أسمته تحالفاً لقتال داعش، سعت من خلاله بالأساس إلى تدمير البنية التحتية للدولة السورية، كما استهدف مرات عدة، الجيش السوري وحلفاءه، خصوصاً في دير الزور والبادية ومناطق أخرى، إضافة إلى شن هذا التحالف عدواناً مباشراً على سوريا، بإستهداف مطارات للجيش السوري، وأبرزها الشعيرات، بحجة إستخدام مزعوم للسلاح الكيماوي.

وتجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية أبقت جيبا صغيرا شرق نهر الفرات تحت سيطرة داعش مدعية قتالها للتنظيم فيه وكغطاء لها، حيث عمدت إلى منع اقتراب القوات السورية المتواجدة هناك إلى قرى الشعفة والسوسة شمال شرق البوكمال وهجين قبل أن تسيطر القوات الكردية عليها، كما منعت الحشد الشعبي الإقتراب من النهر من الجهة العراقية إضافة إلى منع القوات الروسية أيضا، كل ذلك تم عبر أسلوب الصد بالنار والغارات المباشرة بالطائرات الحربية.

وبعدما فشلت السياسة العسكرية الأميركية في سوريا، بفعل صمود الجيش والحلفاء، واستعادتهم أغلب المناطق التي دخلها الإرهاب المدعوم أميركياً وإقليمياً، كان قرار واشنطن بالإنسحاب، وترك قوات سوريا الديمقراطية في مهب الريح، بعدما راهنت "قسد" كثيراً على قواعد الولايات المتحدة في حمايتها.

وتمتلك الولايات المتحدة نقاطاً عسكرية في الاماكن التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، إضافة إلى قواعد جوية وعسكرية، فما هي تلك القواعد:

1- قاعدة رميلان: وهي كبيرة بمقدار كاف لاستقبال طائرات شحن، وهي من بين أهم مواقع تواجد القوات الامريكية شمال شرق الحسكة. وتمتاز منطقة رميلان بوجود ابار نفطية، وأقامت الولايات المتحدة هذه القاعدة بعد بناء منشآت جديدة وتوسعة مدارج الهبوط.

2- قاعدة خراب عشق: غرب مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي وتستخدم لهبوط المروحيات العسكرية.

3- مطار أبو حجر: يقع المطار المعروف باسم مطار أبو حجر جنوب شرق بلدة الرميلان شمال شرق مدينة القامشلي في محافظة الحسكة على مقربة من المثلث الحدودي السوري التركي العراقي، وهي منطقة معروفة بغزارة انتاجها النفطي وتخضع لنظام الادارة الذاتية التي تطبقها وحدات حماية الشعب الكردي.

ويتم عبر هذه النقاط إيصال المساعدات العسكرية للقوات الكردية في سوريا، فيما يأتي جزءها الآخر عبر الحدود السورية -العراقية. 

مثل هذه القواعد الميدانية يتم دائماً إخفاؤها بصورة جيدة لاسباب أمنية، ما يصعب تحديد موقعها.

إضافة إلى القواعد المماثلة، تستخدم القوات الامريكية أيضاً كمراكز للقيادة كلً من المباني السكنية ومعسكرات "قوات سوريا الديموقراطية" والمصانع المتنقلة، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية تعلن القوات الامريكية، في محيطها ما يسمى بـ "الراضي المحظورة".

وتحتضن هذه المواقع العسكرية، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأمريكية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات.

4- الحسكة: هناك 3 مواقع عسكرية أمريكية أُقيمت في أراضي محافظة الحسكة، أحدثها أقيم في بلدة تل بيدر شمال المحافظة ويحتضن مئة عنصر من القوات الخاصة الاميركية.

وأنشئ الموقع الثاني في منطقة الشدادي جنوب الحسكة بهدف دعم عمليات قوات سوريا الديموقراطية ضد تنظيم داعش.

أما الموقع الثالث فيقع في منطقة تل تامر الزراعية على الحدود السورية- التركية، ويعمل فيه عدد غير محدد من عسكريي التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

5- منبج: أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج بعد أن سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية.

الموقع الأول يقع في بلدة "عين دادات" قرب المدينة، ويعتبر هذا المركز لمراقبة تحركات فصائل الجيش الحر التي تحظى بدعم من القوات التركية.

أما مركز القيادة الثاني يقع في بلدة أثريا ويستخدم من قبل الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر قوات سوريا الديموقراطية أمام الجيش الحر.

6- الرقة: في أراضي محافظة الرقة الشمالية هناك وجود لموقعين عسكريين أمريكيين. النقطة العسكرية الاولى تقع في تل مستانور وتحتضن عناصر من القوات الخاصة الامريكية وفيها مقاتلين من نظيرتها الفرنسية.

ويوجد الموقع العسكري الثاني في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، ويعمل فيها، 200 عسكري أميركي و 75 عنصراً من القوات الفرنسية.

7- صرين: أقامت القوات الامريكية موقعاً عسكريا كبيرا في مدينة صرين في شمال شرق حلب ويتم استخدامها لاستقبال طائرات الشحن العسكرية.

هذا الموقع تتم عبره عمليات توريد السلحة والمعدات العسكرية لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية. كما تستخدم القوات الامريكية هذا الموقع كمركز للتواصل بين قوات التحالف الدولي ضد داعش ولتخريب الاتصالات بين مسلحي التنظيم، بحسب زعمها.

8- قاعدة عين العرب (كوباني): تقع هذه القاعدة إلى الجنوب من مدينة عين العرب (كوباني) على بعد 33 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود التركية وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، سبق لتركيا أن اعترضت لوجود هذه القاعدة قرب الحدود لذلك قام الجيش الامريكي بنقلها إلى منطقة ذات غالبية عربية.

وتعد هذه القاعدة الأكبر من بين قواعد تواجد القوات الامريكية لتقديم الدعم للمقاتلين الاكراد وتم مؤخراً تجهيزها بمهبط للطائرات المروحية، واتخذت القوات الامريكية مبانيها مقرات لها وتقع بالقرب من شركة اسمنت لفارج التي استولت عليها وحدات حماية الشعب الكردي.

9- قاعدة المبروكة: وهي معسكر صغير في قرية المبروكة تتواجد فيه قوات أمريكية صغيرة الحجم غرب مدينة القامشلي في محافظة الحسكة ضمن مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي.

10- مطار روباريا: يقع هذا المطار قرب مدينة المالكية شمال شرقي الحسكة بالقرب من الحدود مع كل من العراق وتركيا، وهو في الاصل مطار صغير مخصص للطائرات الزراعية الصغيرة قبل أن يحوله الجيش الأمريكي إلى مطار لهبوط الطائرات المروحية بإشراف جنود أمريكيين لتقديم الخدمات اللوجستية للقوات الكردية ودعم قوات التحالف الدولي.

11- تل بيدر: تقع هذه القاعدة على مسافة 31 كيلومتراً شمال غربي الحسكة على مقربة من الحدود التركية وتتوفر فيه مهابط للطائرات المروحية ومعسكراً لتدريب القوات غير القتالية مثل الشرطة والدفاع المدني وغيرها لتلبية حاجات القوات الكردية لادارة مناطقها.

12- تل أبيض: ينتشر في هذه القاعدة عدد كبير من الجنود الأميركيين، وتشير بعض التقارير إلى وجود أكثر من 200 جندي ينتشرون في المدينة، كما تم رفع العلم الامريكي على بعض المباني الحكومية داخل مركز المدينة.

13- قاعدة التنف: تتواجد قوات أمريكية إلى جانب قوات من دول التحالف الدولي والمعارضة المسلحة في قاعدة التنف السورية على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، وتعد من أهم القواعد الأمريكية في سوريا نظرا لدورها في مساعدة العدو الإسرائيلي في تسهيل شن غارات على سوريا.

ولقاعدة التنف أهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة، فهي نقطة ارتكاز مهمة لتهديد الطريق الممتد من الحدود العراقية إلى العاصمة السورية دمشق، كما تعتبر قاعدة عسكرية للفصائل الإرهابية، لشن هجمات على مناطق سورية في البادية المتصلة بوسط وجنوب سوريا.

كما مثلت قاعدة التنف بالنسبة إلى الولايات المتحدة، نقطة انطلاق عسكرية للسيطرة على كامل الشريط الحدودي مع الأردن والعراق، في حال أرادت واشنطن مستقبلاً خلق منطقة نفوذ متصلة بين البادية من البوكمال حتى مناطق درعا ومحيطها.