معهد واشنطن: #جنوب_سوريا سيشهد قتالاً عنيفاً بسبب وصول فرقة #الرضوان
الموافقة على وجود قوات النظام في جنوب سوريا لن تؤدي إلا إلى تعزيز أهداف إيران
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
عندما يرسل «حزب الله» فرقة "الرضوان" - النخبة التابعة له - إلى جبهة قتال في سوريا، عادة ما يعني ذلك أنه من المنتظر وقوع قتال عنيف، وأن قوات هذه الوحدة ستشارك [في العمليات العسكرية] بشكل مكثف. وقد شوهد هذا الأسلوب طوال فترة تدخُّل «حزب الله» في الحرب، من القصير إلى حلب إلى دير الزور. وتم أيضاً نشر مقاتلي "الرضوان" بشكل مؤقت في معركة درعا عام 2017 قبل أن يعمل اتفاق الحد من التصعيد على إيقاف ذلك الهجوم. أمّا اليوم، فهم يعودون إلى درعا.
في الوقت الراهن، يبدو أن "إسرائيل" والأردن على استعداد للسماح بوجود الجيش السوري في الجنوب. وعلى الرغم من أنه ليس سراً أن وكلاء إيران يندمجون مع قوات النظام، إلاّ أنه لا يبدو أن ذلك يزعج البلدين المجاورين طالما أن جميع هؤلاء الوكلاء يفصلون أنفسهم عن الجيش وينسحبون بعد هجوم درعا.
ومع ذلك، لا يبدو أن الضامنين المفترضين لهذا الانسحاب قادرين على ضمانه فعلاً. فقد أظهرت روسيا أنها لا تستطيع إبعاد وكلاء إيران المتواجدين على ساحات القتال. وحتى لو انسحب كل من «حزب الله» والميليشيات الأخرى على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود، فإن ذلك لن يبدد المخاوف الأوسع بشأن خطة إيران الاستراتيجية البعيدة المدى في سوريا. فقد انسحبت القوات الإيرانية وأعيد نشرها عدة مرات في أماكن كثيرة في سوريا، كما وأنّ أي تحرك تقوم به إيران لاسترضاء روسيا سيكون مؤقتاً دون شك.
أما بالنسبة إلى الفكرة القائلة بأن الأسد سيعمل على إخراج إيران بعد تحقيقه النصر، فإن عودة قواته إلى الجنوب تعني العكس من ذلك تماماً. ففي خطوة هامة نحو تحقيق أهداف طهران الطويلة المدى، سيكون وجود القوات السورية بمثابة نقطة وصل لقوات «حزب الله» وميليشيات أخرى لتعيد انتشارها بطمأنينة في الجنوب في أي وقت يحلو لها، من دون الاضطرار للتعامل مع جيوب المعارضة.
وبالتالي، لتجنب التصعيد في جنوب سوريا، ينبغي عدم السماح لقوات الأسد بإعادة احتلال المنطقة بعد معركة درعا، ولا ينبغي الوثوق بالقوات الروسية للعمل كضامن للانسحاب الإيراني. والطريقة الوحيدة المضمونة لإبقاء إيران خارج المناطق الجنوبية وبعيدة عن الجولان والأردن ستكون من خلال إقامة منطقة فاصلة خاضعة لطرف ثالث على طول الحدود الجنوبية لسوريا. وبالطبع سيشكّل وضع معالم هذه القوة تحدياً كبيراً، نظراً لأن إدارة ترامب تعارض بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وبسبب فشل بعثات حفظ السلام الدولية السابقة التي كانت تهدف إلى تقييد «حزب الله» في أماكن أخرى (على سبيل المثال، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان). ومع ذلك، فإن الخط الذي يميّز القوات الإيرانية والسورية بات أقل وضوحاً كل يوم، وأصبحت هناك حاجة ملحة لمتابعة مثل هذه البدائل.