تحية إلى الشهيد القائد #مصطفى_شمران... «سفيرُ المستضعفين»
سفيرُ المستضعفين
أواخر ستينيات القرن الماضي، وصل مصطفى شمران إلى لبنان، حيث عمل مع الإمام المغيّب موسى الصدر (أعاده الله ورفيقيه) على تأسيس «حركة المحرومين»، ولاحقاً جناحها المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتولّى أيضاً إدارة مدرسة «جبل عامل» الصناعية في منطقة صور. وبعد اختطاف الإمام الصدر (1978) انتخب عضواً أصيلاً في قيادة «حركة المحرومين».
في كتابه «لبنان»، يصف الشهيد شمران تجربته في «جبل عامل»؛ يقول «إنني قادمٌ من جبل عامل، الذي عانى سكّانه من الظلم طوال 1400 عام من تاريخ الإسلام... إنني مندوبُ المحرومين في جنوب لبنان، والذين يحترقون كل يوم بنيران المدفعية الثقيلة وقنابل الطائرات الإسرائيلية. لقد جئت من أرض أبيد أكثر من نصفها بشكلٍ تام…
جئتُ لأرفع صرخة الشيعة اللبنانيين المدوية تحت سماء إيران العالية. إنني آهةُ اليتامى المعذبين، الذين يستيقظون من شدة الجوع عند انتصاف الليل بلا يد رحيمة تمسح عن قلوبهم العناء. إنهم يعيشون رهن الخوف من الظلمة والوحدة، دون أن يجدوا صدراً دافئاً يأوون إليه. إنني أنّةُ الفجر المنبجسة من صدور الأرامل المحترقة، مرفرفاً ذات اليمين وذات الشمال مع نسيم السحر بحثاً عن الأفئدة والضمائر الحية، وعندما يعروني التعب فأسقط يائساً خالي الوفاض من الأمل، أتحول إلى قطرة من الدموع تتساقط كالأنداء على حافة الأوراق.
... لقد أمضيت في لبنان ثمانية أعوام كانت مزيجاً من العناء والمخاطر، وصراع الموت والحياة والشهادة؛ فلو كان ثمة من يريد أن يعرف شيئاً عن لبنان والإمام القائد السيد موسى الصدر، فإنني أفضل مصدر مطلع للراغبين....»