عقوبات أميركا على روسيا جاءت انتقاما من فشل ضرباتها على سوريا
اعتبرت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تفرض عقوباتها على روسيا انتقاما من فشل ضرباتها على سوريا، مؤكدة أن الضغط الاقتصادي السياسي الأمريكي لن يدفع موسكو للتخلي عن دعم شركائها.
وقالت الوزارة، في بيان صدر عنها اليوم الأربعاء: "أعلنت واشنطن من جديد عن عقوبات اقتصادية إضافية ضد روسيا، التي تجري محاولة اتهامها شكليا بانتهاك القوانين الأمريكية التي تحظر التعاون العسكري التقني مع إيران وكوريا الشمالية وسوريا والتي لا علاقة لها ببلادنا".
وأضافت الوزارة في بيانها: "يدور الحديث بالحقيقة عن الإرادة المبتذلة لتسوية الحسابات على فشل الهجوم الصاروخي ضد الجمهورية العربية السورية، الذي شنته الولايات المتحدة يوم 14 أبريل بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا خرقا للقانون الدولي
وأوضحت الخارجية الروسية: "الأمر الذي يدل على ذلك يتمثل بأن قائمة العقوبات الأمريكية أدرج فيها كل من مدرسة غانشينو لقوات الدفاع الجوي التابعة لأكاديمية موجايسكي العسكرية الفضائية، وكذلك فوج الحرس الـ183 للدفاع الجوي الصاروخي للقوات المسلحة الروسية".
وعلقت الوزارة على إضافة المؤسستين المذكورتين إلى "القائمة السوداء" الأمريكية بالقول: "يبدو أن ذلك جرى لأن عناصرهما قدموا تدريبا واستشارات جيدة لعسكريي قوات الدفاع الجوي السورية، التي أسقطت الجزء الأكبر من صواريخ المعتدين الغربيين".
وأضاف البيان: "من اللافت أيضا أن الأطراف، التي قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات تقييدية ضدها، تشمل الإدارة الاستخباراتية الرئيسة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية وكذلك شركة روس أوبورون إيكسبورت، يبدو أن الأمريكيين نسوا أنها فرضت مرارا عقوبات عليهما، وعزموا أن يهددونا من جديد بأشياء لم يتمكنوا من تخويفنا بها سابقا".
وتابعت الخارجية الروسية: "وبشكل عام يبدو أن واشنطن لا تستطيع التخلص من أوهام مفادها أن روسيا يمكن إجبارها على التخلي عن حماية مصالحها ودعم شركائها من خلال ممارسة ضغوط اقتصادية أو سياسية عليها".
وشدد البيان على أن "السعي للحفاظ على الهيمنة التامة في العالم عبر كل سبل متاحة يدفع الولايات المتحدة إلى خطوات غير عقلانية وأحيانا خطيرة حقا"، ونصحت الخارجية الروسية "السياسيين الأمريكيين، المهووسين بفكرة معاقبة كل الأطراف، التي تتبع نهجا سياسيا مستقلا في الساحة الدولية، بعدم إساءة تقدير إمكانياتهم".
واختتم الوزارة بالقول: "إن الوضع الراهن ليس إلا اعترافا عمليا بأن عسكريي قوات الدفاع الجوي السوريين أظهروا يوم 14 أبريل بشكل مقنع قدرات الأسلحة المنتجة في الاتحاد السوفيتي وروسيا عبر إصابتها أهدافها الصاروخية بدقة".