ظريف: لن نتفاوض مجدّدًا حول الاتفاق النووي ولن نضيف شيئًا عليه
قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتفاوض مجدّدًا حول الاتفاق النووي ولن تُضيف عليه أي شيء آخر.
وخلال رسالة وجّهها عبر مقطع فيديو مصوّر نُشر على مقطع يوتيوب أكّد، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتفاوض مجدّدًا حول الاتفاق النووي ولن تُضيف عليه أي شيء.
وقال ظريف: "خلال السنتين الأولى والثانية لشغلي في منصب وزارة الخارجية الإيرانية، قضيت جزءًا كبيرًا من الزّمان في المفاوضات مع نظرائي الأوروبيين، وروسيا، الصّين، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة. وقد توصّلنا خلال العام 2015 إلى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني وسميّناه خطة العمل لمشتركة الشّاملة. ولقد وافقت الجمهورية الإسلامية على اتّخاذ عدّة خطوات أساسية لتزيل للوهلة الأولى القلق الذي يعتري أمريكا ".
وأضاف: "تعهدت كذلك أمريكا بإزالة الحظر المفروض على إيران وتسهيل النشاطات التّجارية مع إيران. لقد كان هذا الاتفاق مُلزمًا للجميع وقد وافق عليه جميع أعضاء مجلس الامن الدّولي. كما أكّدت الوكالة الدّوليّة للطاقة الذّرية 11 مرّة التزام إيران بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي؛ لكن أمريكا عمدت الى نقد الاتفاق النووي بشكل مستمر عبر تهديدها باقي الأطراف من أجل وقف تعاونهم مع إيران. وخلال العام الماضي قال الرئيس الأمريكي أنّه ليس مسرورًا من هذا الاتفاق النووي، وأصبح واضح الآن أن بعض الأطراف الأوروبية تحاول إعطاء امتيازات أكثر لأمريكا استجابة لعدم رضا الرئيس الامريكي".
وقال: "لقد كانت هذه المقترحات تشمل عددًا من النّقاط التي كنّا قد اتفقنا أن تبقى خارج إطار المفاوضات وهي تشمل القدرات الدّفاعية الإيرانية والنّفوذ الإيراني في المنطقة. أرجو أن تنتبهوا أن إيران هي التي لديها الكثير لتقوله في هاتين النّقطتين وليس الغرب؛ فنحن على مدى العقود الماضية لم نعتدِ على أي بلد بل تم الاعتداء علينا وكان آخرها الاعتداء الذي نفّذه صدّام حسين بدعم من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقة. لقد وقف الغرب بشكل قوي أمام تزويد إيران لأبسط التجهيزات الدّفاعية حتى في الوقت الذي كان فيه صدّام حسين يقصف المدنيين والعسكريين الإيرانيين بالأسلحة الكيميائية
ونوّه ظريف إلى أن الميزانية العسكرية الإيرانية تُعدّ أعشارًا مقارنة بالميزانيات لتي تُنفقها السّعودية والإمارات العربية المتحدة كما ان مدايات الصّواريخ الإيرانية هي أقل من مدايات الصّواريخ التي تمتلكها السّعودية. وخلافًا لحلفاء أمريكا في المنطقة الذين عمدوا إلى نشاطات غسل الادمغة وتوفير النفقات المالية والتّسليحية للجماعات المتطرفة كالقاعدة وطالبان وداعش، فقد لعبت إيران دورًا محوريًّا في هزيمة هذه الجماعات المتطرّفة
وأكّد وزير الخارجية الإيرانية، من خلال مقطع الفيديو المنتشر، قائلا: "اسمحوا لي أن أوضح هذا الامر مرّة أُخرى بشكل شفّاف. فنحن لن نعهد للآخرين بأمننا ولن نُفاوض مجددا على اتفاق كنّا قد توصّلنا إليه ضمن سياق جيّد كما أنّنا لن نضيف على هذا الاتفاق أي شيء آخر".
واختتم ظريف بالقول: "اسمحوا لي أن اضع هذا الموضوع ضمن إطاره الواقعي، فعندما يشتري شخص منزل جديدا وينقل عائلته ومعيشته إلى هذا المنزل لن يقبل العودة سنتين إلى الوراء لمناقشة سعر هذا المنزل. في الأيام المُقبلة ستُقرر الولايات المتحدة إن كان عليها أن تبقى ملتزمة بتعهداتها أم لا. وموقف إيران حازم في مواجهة أي قرار امريكي متعجرف، لكن إذا استمرت أمريكا بنقض الاتفاق النووي أو قامت بالخروج من الاتفاق فإن إيران ستختار الوسيلة التي تراها محقة لمواجهة هذه الإجراءات. أمريكا لن تحصل على اتفاق جديد خصوصا أنّها لم تحترم الاتفاق النووي الذي كانت قد توصّلنا إليه ضمن ظروف جيّدة".