مشاهد جديدة من عملية إقتحام موقع بيت ياحون النوعية
بتاريخ 15/5/1999، وجهت المقاومة الإسلامية ضربة نوعية وقوية لقوات الاحتلال وعملائه استهدفت موقع بيت ياحون، وأعادت إلى الأذهان ذكرى العمليات المظفرة التي كان ينفذها المجاهدون في الثمانينات على صعيد اقتحام المواقع وأسر الآليات والعناصر من داخلها، وأثبتت مرة جديدة عقم الإجراءات ووسائل الحماية والمراقبة في الحد من عمليات المجاهدين، حيث قامت مجموعة معتقلي الخيام من القوة الخاصة بشن سلسلة هجمات صاعقة استهدفت عدة مواقع، وركزت هجومها على موقع بيت ياحون مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية.
وفي التفاصيل، تمكن المجاهدون الذين هاجموا الموقع من فتح ثغرة في دفاعاته وتحصيناته من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام، واقتحموا الموقع وأنذروا حاميته من عناصر الميليشيا اللحدية العميلة ومنحوهم وقتاً للاستسلام، إلا أن العملاء لم يستجيبوا وووجهوا نيرانهم باتجاه المقاومين الذين عمدوا إلى الإجهاز على العملاء باستثناء عنصر واحد تم أسره جريحاً ويدعى محمد بسام، وسرعان ما سيطر المجاهدون على أرجاء الموقع وباشروا بعملية التطهير من الداخل وزرعوا رايات المقاومة الإسلامية على دشمه وتحصيناته، ونزل أحد المجاهدين إلى أرض الموقع وتمكن من قيادة ناقلة جند من طراز أم 113 إلى خارج الموقع في ظل تغطية نارية غزيرة، ومهّد المقاومون لعملية إخراج الناقلة بهجوم على معبر بيت ياحون حيث أجهزوا على أفراده، ووزعت المقاومة الإسلامية شريطاً مصوّراً عن سير تنفيذ العملية كما نقل تلفزيون المنار في بث مباشر وقائع الاحتفال والاستقبال وجولة الملالة.
وشهدت المناطق اللبنانية على طول الخط الساحلي استنفاراً كبيراً لوحدات الجيش اللبناني والقوى الأمنية تحسباً لأي عمل عدواني وانتقامي للاحتلال، بعد رصد تحركات مريبة للزوارق الحربية الصهيونية في عرض البحر وعلى امتداد الشاطئ مترافقاً مع تحليق مكثف للطائرات الحربية والمروحية والاستطلاعية، وأطلقت المضادات الأرضية التابعة للجيش النار على المروحيات ومنعتها من الاقتراب أو التحليق على علو منخفض.
وعمّت مظاهر الفخر والفرح في صفوف الأهالي في القرى المحاذية للمنطقة المحتلة بعد أن علموا بغنم الملالة، ونزل المواطنون إلى الشوارع والطرقات لاستقبال أبطال المقاومة، إلا أن نقل الآلية إلى بيروت تأجل لضرورات أمنية لا سيما أن الطائرات الحربية والمروحية لم تغب طوال اليوم عن سماء الجنوب وبيروت فضلاً عن وجود البوارج الحربية في عرض البحر وعلى امتداد الشواطئ اللبنانية، وتمكنت المقاومة الإسلامية بعملية أمنية مدروسة من نقل الملالة إلى بيروت دون أن يتمكن العدو من اكتشافها وقد جال بها المجاهدون في شوارع الضاحية الجنوبية وسط ترحيب عارم من قبل المواطنين، وقدّم المجاهد الذي قاد الملالة سلاحاً من نوع براونينغ غنمه المقاومون من داخل موقع بيت ياحون وألقاه عند قدمي الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي كان في مقدمة مهرجان الاستقبال الشعبي في حارة حريك، وخاطبه المجاهد بالقول: "يا سيد المقاومة.. جبروتهم تحت قدميك" وقلده السيد نصر الله سيفاً.
وتقديراً للإنجاز النوعي قام وفد من قيادة لواء الحرس الجمهوري في الجيش اللبناني ممثلاً رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بزيارة الأمين العام لحزب الله وقدم "درع الحرس الجمهوري" لأبطال العملية المظفّرة ومسدساً من مخزونات متحف الحرس الجمهوري لقائد العملية.
واعترف العدو باقتحام الموقع والسيطرة عليه لبعض الوقت، وبمقتل قائد الموقع وجرح 7 آخرين فضلاً عن أسر العنصر اللحدي وغنم ناقلة الجند وجرح جندي صهيوني في موقع سجد. ونقل المراسل العسكري لإذاعة العدو عن مصادر في وزارة الحرب الصهيونية أن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال شكلت لجنة تحقيق للبحث في ظروف وكيفية نجاح المقاومين في اقتحام موقع بيت ياحون واستجوبت عدداً من عناصر الموقع الناجين والمواقع المجاورة فضلاً عن قائد المحور، مشيراً إلى أن عدداً من الذين خضعوا للاستجواب وضعوا رهن الاعتقال.